المشاط يعزز التعاون الدولي خلال منتدى البنك الأوروبي بعقد اجتماعات مع ممثلي الحكومات والمؤسسات.
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، في منصبها كوزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، سلسلة من الاجتماعات المهمة خلال مشاركتها في الاجتماع السنوي الـ34 للمنتدى، الذي انعقد بلندن من 13 إلى 15 مايو 2025 تحت شعار “توسيع الآفاق، قوى مستدامة”. تمركزت هذه اللقاءات على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية مع دول متعددة، مثل تركيا، أذربيجان، أرمينيا، بالإضافة إلى مناقشات مع صندوق أوبك للتنمية الدولية. هدف هذه الاجتماعات تأكيد التزام مصر بتعزيز الشراكات الدولية لدعم التنمية المستدامة، مع التركيز على زيادة الاستثمارات، تطوير القطاع الخاص، ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. شهدت هذه الفعالية تطورًا في العلاقات الثنائية، حيث أبرزت المشاط الجهود المصرية في جذب الاستثمارات الأجنبية وتبادل الخبرات في مجالات مثل التصنيع، التعدين، والسياحة.
اجتماعات التعاون الاقتصادي
في هذه السياق، أكدت الدكتورة رانيا المشاط خلال لقائها بوزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، على العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا، خاصة بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر الماضي. بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3 مليارات دولار في النصف الأول من 2024، مما يعكس قوة الروابط التجارية والاستثمارية. كما ناقشت المشاط مع ممثلي أذربيجان، بقيادة وزير الاقتصاد ميكائيل جباروف، تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك اقتراح عقد الدورة السادسة للجنة الاقتصادية المشتركة في سبتمبر 2025. أشارت إلى وجود أكثر من 35 شركة أذربيجانية نشطة في مصر، في قطاعات مثل السياحة والتعدين، حيث زار مصر حوالي 6,660 سائح أذربيجاني في 2024. كذلك، طرحت المشاط قانون الثروة المعدنية الجديد كفرصة لتعميق الشراكات. أما مع أرمينيا، فقد التقت بوزير المالية فاهي هوفهانيسيان، محركةً الحديث عن الصداقة التاريخية والاتفاقيات الموقعة خلال زيارة الرئيس السيسي في 2023، مع التركيز على توسيع التعاون في الاقتصاد، التجارة، والثقافة. أبرزت المشاط استعداد مصر لتقديم حوافز استثمارية للمستثمرين الأرمينيين، بالإضافة إلى تجربة مصر في التعامل مع المؤسسات الدولية لتمويل القطاع الخاص. هذه الاجتماعات لم تقتصر على الدول فحسب، بل شملت نقاشات مع صندوق أوبك للتنمية الدولية، حيث التقى المشاط المدير العام المساعد طارق نصار لتعزيز الدعم للقطاع الخاص، مع الاعتراف بدور الصندوق في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
لقاءات الشراكات الدولية
بناءً على ذلك، ساهمت هذه اللقاءات في رسم خريطة طريق شاملة لتعزيز العلاقات الدولية، حيث ركزت المشاط على أهمية التنسيق مع الجهات الدولية مثل البنك الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة. أكدت أن مصر مفتوحة لنقل الخبرات في التصنيع والتعدين، مع الاستفادة من الشراكات لمواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والانتعاش الاقتصادي. في هذا الإطار، لعبت هذه الاجتماعات دورًا حيويًا في تعزيز الاستثمارات المشتركة، حيث بلورت جهودًا لزيادة التبادل التجاري وتعزيز القطاع الخاص عبر تمويلات مستدامة. تؤكد هذه الجهود التزام مصر ببناء تحالفات اقتصادية قوية، مما يعزز من مكانتها كمحور إقليمي للتعاون، ويفتح أبوابًا لمزيد من الفرص في السياحة، التكنولوجيا، والصناعات الاستراتيجية. تجسد هذه اللقاءات نهجًا شاملاً يجمع بين التعاون الثنائي والدولي، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم النمو الاقتصادي على مستوى واسع.
تعليقات