أعلنت نقابة الفنانين السوريين، مساء يوم الأربعاء، وفاة الفنان الراحل أديب قدورة عن عمر يناهز الـ76 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة في الأسابيع الأخيرة. كان قدورة شخصية بارزة في عالم الفن، حيث ترك بصمته في السينما والتلفزيون والمسرح، مما جعل خبر رحيله يثير موجة من الحزن بين جمهوره وأقرانه. نعته الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الفنانة سلاف فوراخجي، التي شاركت في تعليقها صورة تجمع بينهما، متمنية له الرحمة والسلام، مؤكدة أن فنّه سيظل حيًا بيننا.
وفاة أديب قدورة.. نهاية مسيرة فنية مشرفة
في الأسابيع الماضية، كشفت تقارير من نقابة الفنانين السوريين عن تعرض أديب قدورة لوضع صحي متدهور، ما أدى إلى وفاته، مع تأكيد أن تفاصيل التشييع والعزاء ستعلن لاحقًا. كان قدورة، المولود في عام 1948 في عائلة فلسطينية استقرت في مدينة حلب، يحمل خلفية أكاديمية في الفنون الجميلة، حيث كان يخطط للعمل كمهندس ديكور وملابس في مسرح محلي. ومع ذلك، سرعان ما اكتشفت موهبته الطبيعية، فانطلقت مسيرته الفنية عندما خطف الأنظار في المسرح، مقدمًا أداءات ناجحة ساهمت في تشكيل جانب واسع من الثقافة السورية.
إرث الفنان السوري الكبير أديب قدورة
شهدت مسيرة أديب قدورة تطورًا ملحوظًا بدءًا من السبعينيات، حيث لمع نجمه مع بطولة فيلم “الفهد” للمخرج نبيل المالح، الذي أصبح علامة فارقة في السينما السورية وفاز بعدد من الجوائز البارزة. هذا الفيلم لم يكن مجرد بداية، بل كان نقطة تحول جعلته يشارك في نحو 45 فيلماً سينمائياً سورياً وعالمياً، مثل “بقايا صور” و”رحلة عذاب”، بالإضافة إلى أعماله المشتركة مع إيطاليا في فيلم “الطريق إلى دمشق”، الذي تمت دبلجته لعدة لغات عالمية. لم يقتصر نشاط قدورة على السينما، إذ ساهم في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات تاريخية وبدوية مثل “عز الدين القسام” و”حصاد السنين” و”الحب والشتاء” و”سفر” و”امرأة لا تعرف اليأس”. كانت هذه الأعمال تعكس نبل روحه وإخلاصه للفن، حيث جذبت جمهورًا واسعًا بأدائه الغني بالعواطف والتفاصيل التاريخية.
علاوة على ذلك، كان قدورة رمزاً للإصرار والتميز، حيث تحول من طموح شاب في حلب إلى نجم يتردد اسمه في المناسبات الثقافية الكبرى. ساهمت مسرحياته الأولى في تعزيز مكانته، قبل أن يتجه نحو الأفلام التي جمعت بين القضايا الإنسانية والتاريخية. في كل عمل، كان يظهر قدرته على تجسيد الشخصيات بطريقة تعبر عن الواقع الاجتماعي في سوريا، مما جعله يحظى بإشادة نقاد فنيين محليين وعالميين. اليوم، يبقى أديب قدورة مصدر إلهام للأجيال الشابة من الفنانين، حيث يذكرنا بأهمية الالتزام بالفن كوسيلة للتعبير عن الهوية والقيم. ومع رحيله، لن ينتهي فقط مسيرة شخصية، بل جزء من التراث الثقافي السوري الذي سيستمر في الحياة من خلال أعماله الفنية. إن تأثيره على السينما والدراما سيظل حيًا، مما يجعلنا نتذكر دائمًا كيف أن الفن يتجاوز الحدود الزمنية.
تعليقات