زلزال يضرب سواحل اليونان
في وقت مبكر من صباح الأربعاء، أدى زلزال بقوة 6.1 درجة إلى اهتزاز سواحل اليونان جنوب بحر إيجة، وفقاً لتقارير من مراكز مراقبة الزلازل. تعرض سكان المنطقة، بما في ذلك جزر كاسوس وكوس ورودس في أرخبيل دوديكانيز، إلى هذه الهزة القوية، حيث شعر بها أيضاً سكان جزيرة كريت. كما أبلغ شهود عن شعور بتأثيرات الزلزال في مناطق بعيدة مثل القاهرة، بالإضافة إلى سوريا ولبنان والأردن. وفقاً للمعلومات المتاحة، لم يسجل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية، إلا أن السلطات أرسلت تحذيرات هاتفية لسكان جزر رودس وكارباثوس وكاسوس، محذرة من خطر حدوث تسونامي محتمل. تم تحديد مركز الزلزال على بعد 15 كيلومتراً من جزيرة كاسوس، وعلى عمق يصل إلى 78 كيلومتراً، مما جعله هزة واسعة التأثير دون أن تؤدي إلى كارثة فورية.
هزات أرضية في المنطقة
رغم عدم وجود تقارير رسمية عن إصابات، فقد أكد خبراء في معهد الجيوديناميكي التابع لمرصد أثينا أن الزلزال بلغ قوة 5.9 درجة فقط في بعض القياسات، وكان مركزه على مسافة تزيد عن 420 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة اليونانية. أوضح رئيس منظمة التخطيط لمواجهة الزلازل، إفثيميوس ليكاس، أن هذه الهزة غير متوقعة أن تكون مقدمة لسلسلة من الهزات الارتدادية القوية، كما أنها غير مرتبطة بالنشاط الزلزالي الذي شهدته جزيرة سانتوريني خلال الشتاء الماضي. هذه الجزيرة، التي تعد وجهة سياحية رئيسية في بحر إيجة، تعرضت لآلاف الهزات التي أجبرت بعض السكان على الفرار، مما يعكس النشاط الزلزالي المتكرر في المنطقة.
تقع اليونان فوق عدة صدوع جيولوجية رئيسية في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها عرضة للكثير من الهزات الأرضية. ومن المعروف أن آخر زلزال مدمر في البلاد حدث في أكتوبر 2020، حين ضرب جزيرة ساموس بقوة 7 درجات، مما أسفر عن مقتل أشخاص في ساموس والمناطق المجاورة في تركيا. في الحالة الحالية، يُعتبر هذا الزلزال جزءاً من النشاط الطبيعي في المنطقة، حيث يتم مراقبة الأمر بعناية لتجنب أي مخاطر محتملة. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن مثل هذه الحوادث تذكرنا بأهمية الاستعداد الدائم، خاصة في المناطق الساحلية حيث يمكن أن تؤدي الهزات إلى آثار ثانوية مثل الأمواج العالية.
في السياق نفسه، يستمر السكان في مناطق مثل كريت وسانتوريني في التعامل مع الآثار النفسية للنشاط الزلزالي المتكرر، الذي يشمل آلاف الهزات الصغيرة التي حدثت مؤخراً. هذه الهزات غالباً ما تكون غير محسوسة بشكل كبير، لكنها تشكل تحدياً للسلطات في ضمان السلامة العامة. ومع تزايد الوعي بمخاطر الزلازل في اليونان، يتم تنفيذ برامج تدريبية وتحضيرية للمواطنين، مما يساعد في تقليل الخسائر المحتملة في المستقبل. من المهم أيضاً ملاحظة أن مثل هذه الأحداث تؤثر على السياحة، وهي مصدر رئيسي للاقتصاد اليوناني، حيث قد يؤدي القلق من الهزات إلى تقليل عدد الزوار في بعض الجزر الشهيرة.
تعليقات