أبراج ترامب ومنتجعاته وملاعب الغولف: تداخل مصالح تجارية مع دبلوماسيته الخليجية

صفقات اقتصادية ضخمة وقعتها الولايات المتحدة مع قطر، بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تشكل خطوة حاسمة نحو تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. هذه الاتفاقيات، التي تبلغ قيمتها أكثر من 1.2 تريليون دولار، تشمل صفقات تجارية تزيد عن 160 مليار دولار، مثل بيع طائرات بوينغ لشركة الخطوط الجوية القطرية. تهدف هذه الجولة الخارجية إلى تحويل المنطقة، التي شهدت الكثير من الصراعات، إلى مركز للنمو الاقتصادي والسلام.

اتفاقيات ترامب الاقتصادية في الخليج

في إطار هذه الجولة، ركز ترامب على دور المملكة العربية السعودية كداعم رئيسي للاستقرار، مع دعوة لخطوات جريئة مثل رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وهي خطوة غير متوقعة قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية. يرى محللون أن هذا القرار، الذي أعلنه ترامب قبل توجهه إلى الرياض، يمثل تطورًا مهمًا، حيث لم يثير ردود فعل حادة داخل الولايات المتحدة كما كان متوقعًا. على سبيل المثال، أشار مراسل إلى أن التيارات المعارضة، بما في ذلك الجمهوريين، فضلت الصمت لتجنب الصدام السياسي مع ترامب. بالإضافة إلى ذلك، لم تنفصل هذه الاتفاقيات عن المصالح الشخصية، إذ استفادت شركات ترامب، المديرة من قبل أولاده إريك ودونالد جونيور، من صفقات بمليارات الدولارات في مجالات مثل بناء الأبراج والمنتجعات والملاعب.

تطورات ترامب السياسية في الشرق الأوسط

من جانب آخر، تعكس هذه الزيارة العلاقات المتشابكة بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل. دعا ترامب إلى فرصة سلام جديدة مع إيران، لكنه حذرها من رفض اتفاق نووي، مما يمكن أن يعمق التوترات. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد وجه دعوة للسعودية للانضمام إلى اتفاقات إبراهيمية سابقة، رغم إصرار المملكة على عدم التطبيع دون قيام دولة فلسطينية على حدود 1967. وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، أكد ترامب أن تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية سيعود بالنفع عليها، مما يعطي واشنطن قوة أكبر في المنطقة. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التوتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة مع تصريحات مبعوث ترامب الذي وصف استمرار الحرب بلا مبرر. رغم هذه التحديات، هناك أمل في أن تؤدي التطورات الأخيرة، مثل الإفراج عن رهائن، إلى اتفاق أشمل بين إسرائيل وحماس. هذه الجولة تبرز مدى تعقيد السياسة الإقليمية، حيث يتداخل الاقتصاد مع الأمن، مما قد يفتح أبوابًا لسلام أكثر شمولاً في الشرق الأوسط. بشكل عام، تظل هذه الخطوات جزءًا من رؤية ترامب لإعادة رسم خريطة التحالفات، مع التركيز على تعزيز النفوذ الأمريكي في مواجهة التحديات العالمية.