يقوم الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، بدور رائد في دعم تبني معايير الاستدامة الدولية للإفصاح في الأسواق الناشئة، من خلال رئاسته لاجتماع شبكة لجنة الأسواق النامية والناشئة (GEMC Network). هذا الاجتماع، الذي عقد على هامش المؤتمر السنوي للمنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال (IOSCO) في الدوحة، يعكس جهودًا مكثفة لتعزيز القدرات الرقابية وتعزيز الشفافية في سوق رأس المال.
رئيس الرقابة المالية: تعزيز قدرات الجهات الرقابية على أسواق رأس المال
في سياق هذا الاجتماع، أكد الدكتور فريد على أهمية تعزيز تقارير الاستدامة في الأسواق المالية الناشئة، حيث يعمل GEMC Network، وهي شراكة بين لجنة الأسواق النامية والناشئة ومجلس معايير الاستدامة الدولي (ISSB)، على تسهيل تبني معايير الإفصاح الدولية. منذ تصديق IOSCO على معايير ISSB، شهدت اللجنة حوارات مكثفة مع أعضائها حول استراتيجيات الاستعداد والتحديات، مع تركيز على الدوافع المشتركة مثل التكافؤ التنظيمي وجذب رأس المال. كما أعلن الدكتور فريد عن انضمام هيئات رقابية جديدة إلى الشبكة، مثل تلك في برمودا وكولومبيا، مما يعزز من دورها كمنصة لتبادل الخبرات في ظل التغيرات التنظيمية السريعة.
دعم تطبيق معايير الاستدامة في سوق رأس المال
خلال الاجتماع، قدم الدكتور فريد نظرة شاملة على الجهود الداعمة، حيث قدمت الأمانة العامة لـ IOSCO تقريرًا عن أهداف الشبكة وبرامج بناء القدرات، بما في ذلك أدوات تطوير خرائط الطريق وبرامج الدعم الفني. كما شارك ممثلو IFRS في استعراض الاتجاهات الجغرافية لتبني المعايير، مع التأكيد على أن بناء القدرات يمثل ركيزة أساسية للتعامل مع تباين مستويات الجاهزية بين الأسواق. آنا كارفاخال من البنك الدولي أبرزت دور المؤسسة في تقديم المساعدة الفنية، بينما شارك ممثلون من جزر الباهاما وقطر وكمبوديا وإندونيسيا وأوروجواي دروسًا مستفادة من تجاربهم الوطنية.
يشكل عام 2025 نقطة تحول حاسمة، حيث دعا الدكتور فريد إلى استمرار تبادل الخبرات وتنظيم ورش عمل قادمة في المغرب والجبل الأسود بالتعاون مع البنك الدولي وIFRS. كما أكد على أهمية تمديد ممارسات الاستدامة إلى جميع الشركات، لا فقط المقيدة، لتعزيز التنافسية والشفافية وجذب الاستثمارات الأجنبية، رغم التحديات المرتبطة بتطبيق هذه المعايير على الشركات غير المدرجة. في هذا السياق، يظل مجلس معايير الاستدامة الدولية مرجعًا عالميًا لتوفير معلومات دقيقة تلبي احتياجات المستثمرين.
علاوة على ذلك، عقد الدكتور فريد لقاءات ثنائية هامة، بما في ذلك مع أستريد لودين من جنوب أفريقيا لمناقشة الابتكار المالي، ومع وليد سعيد العوضي من الإمارات لتعزيز التعاون التنظيمي، ومع كارمين دي نويا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) حول التنمية المالية. كما بحث مع نانديني سوكومار من اتحاد البورصات العالمي قضايا مثل دور البنى التحتية للسوق ودور الابتكار التكنولوجي، إلى جانب تحسين أداء أسواق رأس المال. في لقائه مع نيل أكريز من MSCI، تناول تطورات المؤشرات والتمويل المستدام وتأثير استثمارات الأصول الخاصة. هذه اللقاءات تعزز الجهود الجماعية لتعزيز القدرات الرقابية وضمان استدامة الأسواق المالية العالمية.
تعليقات