هيئة البترول تُطلق ورشة عمل حول أحدث تقنيات استخراج الزيت

نظم قطاع الإنتاج بالهيئة المصرية العامة للبترول ورشة عمل حول التقنيات الحديثة في استخلاص الزيت، حيث شارك فيها ممثلو شركات البحث والإنتاج إضافة إلى أساتذة أكاديميين مختصين بهندسة البترول، وذلك خلال يومي 12 و13 مايو 2023. كانت الورشة فرصة لتعزيز التكامل بين مختلف الأطراف في صناعة البترول، مع التركيز على تحقيق أهداف زيادة الإنتاج من الثروات الطبيعية، وذلك في ظل التحديات الناتجة عن ارتفاع الاستهلاك وجهود دعم النمو الاقتصادي في مصر.

ورشة عمل التقنيات الحديثة في استخلاص الزيت

أكد المهندس تامر إدريس، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة لقطاع الإنتاج، أن هذه الورشة تمثل أداة تفاعلية لربط جميع عناصر الصناعة البترولية، بهدف تعزيز الإنتاج من الاحتياطيات الطبيعية كجزء من المحاور الرئيسية لوزارة البترول والثروة المعدنية. في ظل الجهود المستمرة لمواكبة الاستحواذ المتزايد على الموارد، شدد على أهمية الحوار المستمر بين العناصر المختلفة لصناعة الطاقة، مع الاعتماد على نهج علمي يركز على تطبيق التقنيات الحديثة مثل حقن المياه والاستخلاص المحسن للزيت. وأبرز أن الجهود تشمل تطوير الحقول الجديدة وتحسين الأداء في الحقول القائمة أو المتقادمة، بالاستفادة من دروس النجاح والفشل السابقة لتحقيق استغلال أمثل للاحتياطيات.

في الجانب الأكاديمي، أكد الدكتور أحمد حمدي البنبي، أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية، على دور ورش العمل في دعم جهود الإنتاج وإثراء المعرفة الأكاديمية من خلال التواصل والنقاش العلمي. رأى أن العروض التوضيحية للشركات تكشف عن فرص إنتاجية واعدة، مما يفتح آفاقاً للاستثمار والاستمرارية في إنتاج البترول كعنصر أساسي في منظومة الطاقة المصرية. كذلك، أشار الدكتور حامد أبو الخير، أستاذ مساعد بهندسة البترول بالجامعة البريطانية، إلى أهمية تبادل الخبرات من خلال هذه الورش لتقييم التجارب وقياس الفعالية، مع التركيز على ترشيد نفقات الإنتاج وتقليل الاستهلاك لتحقيق تأثيرات إيجابية على جودة الحياة.

بدأ اليوم الأول بتقديم المهندس أسامة نور، مدير عام الخزانات، لأجندة الورشة وجهود نيابة الإنتاج في تنظيمها، ثم عرض المهندس محمد دويدار نجاح عمليات حقن المياه وتحسين إنتاج الزيت، حيث ارتفع معامل استرجاع الخزانات بنسبة تفوق 30%، مما ساهم في تعويض التناقص الطبيعي للآبار وتطوير الحقول القديمة بتطبيق حلول غير تقليدية. شهدت الجلسات الأولى عروضاً من شركات مثل العامة للبترول وسيميتار وجمسة، حيث قدمت الشركة العامة تجربة حقن المياه في حقل نيس، وشركة سيميتار تقييماً للحقن البخاري، فيما ركزت شركة جمسة على دروس مستفادة في التخطيط والتطبيق. في الجلسة الثانية، قدمت الباحثة ميار طارق من جامعة الإسكندرية بحثاً عن طرق غير تقليدية لإزالة المعادن الثقيلة، تلاها عرض لشركة سوكو حول تجربة حقن المياه في حقل رأس بدران، وتجربة ناجحة لشركة ويبكو في حقل بدر-1، مما أدى إلى نقاشات مثمرة وسط حماس المشاركين.

في اليوم الثاني، استمرت الجلسات بنشاط، حيث قدم المهندس أمير منصور من شركة أوسوكو نموذجاً لمحاكاة الخزانات، موضحاً نجاح حقن المياه في الخزانات المتقادمة. ثم قدمت شركة بتروبكر نتائج إيجابية في حقول أرطا، محققة احتياطياً يصل إلى 9 ملايين برميل وزيادة معامل الاسترجاع إلى 30%. كذلك، عرض المهندس أسامة سعد من شركة بتروسيلة تجارب ناجحة في عدة حقول، مما أدى إلى إضافة نحو 2.3 مليون برميل من الاحتياطي. في ختام الورشة، قدم المهندس تامر إدريس تقديره للمشاركين وطلب جمع الدروس المستفادة من كل شركة، بما في ذلك التحديات والتوصيات. اختتم الدكتور حامد أبو الخير الفعاليات بتوجيه الشكر للهيئة على التنظيم، مشدداً على ضرورة الاستمرار في تبني تقنيات متقدمة مثل البوليمرات والنانو لتحقيق عائد أعلى بتكاليف أقل، مع التعلم من تجارب دولية مثل سلطنة عمان لتعزيز الاستثمار في هذا المجال.

تطبيقات متقدمة لتحسين إنتاج الزيت

تعد هذه التطبيقات المتقدمة في تحسين إنتاج الزيت جزءاً أساسياً من استراتيجية مصر لتعزيز استدامة الطاقة، حيث ركزت الورشة على استغلال الفرص الإنتاجية من خلال تطوير الحقول وتطبيق تقنيات مثل حقن المياه، مما يعزز القدرة على مواجهة التحديات العالمية في صناعة البترول. ومن خلال النقاشات، أبرز المشاركون أهمية التعاون بين الشركات والأكاديميين لتطوير حلول مبتكرة، مما يدعم الاستمرارية في الإنتاج ويحقق استغلالاً أمثل للثروات الطبيعية، مما يعكس التزام مصر بتعزيز قوتها في مجال الطاقة.