أمير الكويت: قمة الرياض بوابة نحو حل التحديات الإقليمية

أعرب الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، عن أماله الكبيرة في أن تكون القمة الخليجية الأمريكية نقطة تحول جوهرية لحل التحديات الإقليمية. في كلمته أمام القمة التي انعقدت في الرياض، شدد على أهمية العمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار، مع التركيز على قضايا حيوية مثل الأزمة الفلسطينية وسورية. كما أكد ضرورة حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، بالإضافة إلى جهود لتعزيز الوضع في سورية. هذه القمة تأتي في وقت يشهد العالم تغيرات سريعة، حيث يرى الشيخ مشعل ضرورة دمج الجانب الاقتصادي مع الأمني، لتشكيل شراكات أكثر شمولاً.

القمة الخليجية الأمريكية مدخلاً لحل المنطقة

في سياق كلمته، أبرز أمير الكويت النظرة الإيجابية للاقتصاد كأساس للتعاون الدولي، حيث دعا إلى إبرام اتفاقيات واسعة النطاق تشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية التكنولوجية. قال إن هذه القمة يمكن أن تكون بداية لنظام عالمي جديد مبني على الاحترام المتبادل وفق مبادئ القانون الدولي. كما لفت إلى أن العقود الماضية شهدت تقدمًا في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة، الذي تجاوز الجوانب الأمنية ليشمل التبادل التجاري والاقتصادي. وفقًا للشيخ مشعل، تُعقد هذه القمة في ظل تحديات غير تقليدية، حيث أكد على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة أي تهديدات لسيادتها وسيادتها، سواء كانت تتعلق بثرواتها أو شواطئها أو جزرها. هذا النهج يعكس التزامًا بقيم الحوار والسلام، مع رفض قاطع لأي محاولات تخريب الاستقرار.

بالإضافة إلى ذلك، جدد الشيخ مشعل ترحيبه بجهود سلطنة عمان في دعم وقف إطلاق النار في اليمن، مشيدًا بالدور الأمريكي في حلقات الصراع العالمية، مثل محاولات وقف النزاع بين الهند وباكستان، فضلاً عن جهودها لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. اقترح أيضًا تأسيس منتدى خليجي أمريكي ثقافي يركز على تعزيز البحث العلمي، ودعم التعليم، وتمكين الشباب، مما يعزز الروابط الثقافية والاجتماعية. هذه الاقتراحات تأتي كخطوة عملية لتحويل الوعود إلى أفعال ملموسة، مع التأكيد على أن السلام الدائم يتطلب تعاونًا دوليًا شاملاً.

الاجتماع الخليجي الأمريكي كبداية لنظام جديد

يُعتبر هذا الاجتماع فرصة فريدة لصياغة آليات تعاون أفضل، حيث يرى الشيخ مشعل أن المنطقة تحتاج إلى نهج يجمع بين الجهود السياسية والاقتصادية. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الخليج وWashington توسعًا ملحوظًا، مما يفتح أبوابًا لشراكات جديدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التركيز على الذكاء الاصطناعي إلى تطوير مشاريع مشتركة تعزز التنمية المستدامة وتوفر فرص عمل للشباب في المنطقة. كما أن دعم البحث العلمي من خلال المنتدى المقترح يمكن أن يكون الركيزة لتبادل المعرفة، مما يعزز الابتكار ويساهم في حل المشكلات البيئية والاجتماعية.

في الختام، يؤكد الشيخ مشعل الأحمد على أن القمة ليست مجرد حدث رسمي، بل هي خطوة حاسمة نحو عالم أكثر عدلاً واستقرارًا. من خلال الالتزام بالقانون الدولي واحترام السيادة، يمكن لدول الخليج والولايات المتحدة أن تعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، سواء كانت تنمويّة أو أمنية. هذا التعاون ليس مقتصرًا على الحكومات، بل يمتد ليشمل المجتمعات والأفراد، مما يضمن استدامة الجهود طويل الأمد. بذلك، تكون القمة الخليجية الأمريكية بوابتها نحو مستقبل أفضل، حيث يتفاعل الجميع لتحقيق السلام والازدهار.