يبدو أن عصر زر “ضربة حظ” في محرك بحث جوجل قد يصل إلى نهايته قريبًا، مع توجه الشركة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين.
جوجل تستبدل زر ضربة حظ بميزة ذكاء اصطناعي
في خطوة تعكس التحولات السريعة في عالم البحث عبر الإنترنت، يبدو أن جوجل على وشك الاستغناء عن زر “ضربة حظ” الذي رافق المستخدمين لسنوات طويلة، لصالح ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا الزر، المعروف بإعادة توجيه المستخدمين مباشرة إلى أفضل نتيجة بحث، كان رمزًا للبساطة في تصميم جوجل. ومع ذلك، مع تزايد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت جوجل عن ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي” التي تهدف إلى تحويل طريقة البحث التقليدية إلى تفاعل حواري أكثر تعقيدًا. يتيح ذلك للمستخدمين الحصول على إجابات مباشرة ومخصصة بناءً على تحليل الذكاء الاصطناعي، كما في تقنيات “لمحة الذكاء الاصطناعي” التي بدأت في الظهور في نتائج البحث. وقد بدأت جوجل تجربة هذه الميزة من خلال “Google Labs”، حيث يظهر الزر الجديد في نفس الموقع الذي كان يحتله زر “ضربة حظ”، مما يشير إلى تغيير جذري في واجهة المحرك.
تقنية الذكاء الاصطناعي تغير قواعد البحث
مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمات البحث، يتجه جوجل نحو مستقبل يركز على الحوار الذكي بدلاً من البحث التقليدي. هذه التقنية الجديدة، التي تم الإعلان عنها في مطلع مايو، تخضع حاليًا لتجارب محدودة داخل الولايات المتحدة، حيث يسمح وضع الذكاء الاصطناعي للمستخدمين بالتفاعل مع المحرك كأنه محادثة مع مساعد ذكي يقدم إجابات فورية ومفصلة. هذا التحول يأتي في سياق سباق تكنولوجي عالمي، حيث تشارك كبرى الشركات مثل OpenAI وPerplexity في تطوير أدوات البحث الذكية، مما دفع جوجل لتسريع خطواتها بعد سياسة سابقة كانت أكثر تحفظًا. على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي حول إزالة زر “ضربة حظ” بشكل دائم، إلا أن التقارير تشير إلى إمكانية دمجه مع الميزة الجديدة أو نقلة إلى موقع آخر في الواجهة. وفي هذا السياق، من المتوقع أن يركز مؤتمر Google I/O 2025، المقرر عقده في 20 مايو، على توسيع نطاق هذه التقنيات لتشمل مستخدمين دوليين، مما يعزز من كفاءة البحث ويجعله أكثر تفاعلية.
بشكل عام، يمكن القول إن هذا التغيير يعكس انتقالًا من نموذج البحث القائم على الكلمات المفتاحية إلى نموذج يعتمد على التعلم الآلي والتفاعل الفوري. سواء أدى ذلك إلى وداع نهائي لزر “ضربة حظ” أم لا، فإن الذكاء الاصطناعي يعد المحرك الرئيسي لثورة في عالم البيانات، حيث يصبح البحث تجربة شخصية تعتمد على التحليل الدقيق والمعرفة الآنية. هذا الاتجاه لن يغير فقط واجهة جوجل، بل سيؤثر على كيفية تفكيرنا في الحصول على المعلومات، مما يفتح أبوابًا لتطبيقات جديدة في التعليم، الأعمال، والحياة اليومية. في النهاية، مع تطور الذكاء الاصطناعي، يبدو أن مستقبل البحث مرهون بقدرة هذه التقنيات على تقديم حلول مبتكرة تجمع بين السرعة والدقة، مما يضمن لجوجل البقاء في صدارة المنافسة العالمية.
تعليقات