بشير عبدالفتاح: تكرار زيارات ترمب يعزز دور الرياض في معادلات الاستقرار والطاقة العالمية
الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور بشير عبدالفتاح، يرى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسعودية تعكس أهمية هذه المملكة في السياسات الأمريكية العالمية. هذه الزيارة، كأول محطة خارجية لترمب، تبرز الدور الرئيسي للسعودية في مجالات الأمن، الطاقة، والاقتصاد، مما يعزز الروابط الاستراتيجية بين البلدين.
زيارة ترمب إلى السعودية وتأثيرها الإستراتيجي
في هذه الزيارة، يعيد ترمب سيرة سابقة من ولايته الأولى عام 2017، حين كانت الرياض أولى توقفاته، مما يدل على تقدير خاص لمكانة السعودية. الدكتور عبدالفتاح يؤكد أن المملكة تمثل شريكاً أساسياً للولايات المتحدة، خاصة في ضمان أمن الطاقة العالمي، حيث تلعب دوراً محورياً في أسواق النفط والغاز. هذا التحالف ليس محصوراً بالشرق الأوسط، بل يمتد إلى قضايا دولية كبرى مثل النزاعات الإقليمية والاقتصادية العالمية. على سبيل المثال، نجاحات السعودية في الوساطات الدولية، مثل دورها في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان مؤخراً، يعزز الثقة في قدرتها كصانع سلام، مما يدفع الجانب الأمريكي للاستمرار في دعم هذه المساعي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المملكة تشارك في حل أزمات معقدة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والقضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، حيث تُظهر استدامة في تحقيق التوازن الدولي. هذه الجهود تجعل السعودية حليفاً موثوقاً، يساعد في حلحلة الصراعات التي تهم واشنطن بشكل مباشر.
الجولة الدبلوماسية والشراكة المتطورة
من جهة أخرى، تعني هذه الزيارة دفع الشراكة السعودية الأمريكية إلى مرحلة جديدة، مركزة على الاستثمارات المتبادلة والتعاون في مجالات متقدمة. على سبيل المثال، من المتوقع زيادة الاستثمارات السعودية في الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب مشاريع في الطاقة النووية السلمية والصناعات الدفاعية المشتركة. هذا الاتجاه يعكس رؤية طويلة الأمد لتعزيز الروابط الاقتصادية والتقنية، خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. كما أن السعودية، من خلال دورها في مجموعة أوبك+، تضمن استقرار أسعار الطاقة، مما يتوافق مع الرهان الأمريكي على أمان الطاقة العالمي، بما في ذلك الطاقة المتجددة.
هذا التعاون يأتي في وقت يشهد تحديات إقليمية، مثل الملف النووي الإيراني وأمن الملاحة البحرية، حيث تلعب السعودية دوراً حاسماً في الحفاظ على الاستقرار. الدكتور عبدالفتاح يشير إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم السعودية في توطين التكنولوجيا، سواء في الجانب المدني أو العسكري، لتعزيز فرص الشراكة الصناعية. في الختام، تُعد هذه الزيارة خطوة حاسمة لتعميق التحالف، حيث تثبت السعودية قدرتها على إدارة الملفات الكبرى ببراغماتية، مما يجعلها شريكاً لا يُستغنى عنه في الساحة الدولية. هذا التحالف ليس مجرد تعامل دبلوماسي، بل أساس لمواجهة التحديات المستقبلية بفعالية.
تعليقات