أطلق المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، مشروعًا بحثيًا شاملاً ضمن برنامج “الشراكات العلمية العالمية مع أعلى 100 جامعة”. يركز المشروع على تعزيز التعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، تحت قيادة البروفيسور روبرت هوندورف، أستاذ مشارك في علوم الحاسب بجامعة كاوست. هذا الإطلاق تم ضمن فعاليات المؤتمر الافتتاحي للصحة الذكية، الذي يسعى إلى تشكيل مستقبل الصحة الذكية من خلال الابتكار والشراكات العالمية.
شراكات علمية عالمية لتعزيز الابتكار
يتزامن هذا المشروع مع استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى بناء تحالفات بحثية مع نخبة الجامعات العالمية المدرجة ضمن أفضل 100 جامعة وفق تصنيف شنغهاي. يركز البرنامج على مجالات الصحة الذكية، والوقاية، والتشخيص المبكر، والعلاج، خاصة في الإعاقات والاضطرابات العصبية والوراثية. خلال كلمته في المؤتمر، أكد الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى حثيثة نحو الريادة العالمية في العلوم والتقنية، مدعومة برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتحولها الشامل تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. يُعزز هذا التوجه من خلال دعم تقنيات متقدمة مثل النانوتكنولوجي، والخلايا الجذعية، والذكاء الاصطناعي في الطب، مما يساهم في خفض تكاليف العناية الصحية، وزيادة فعاليتها، وتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين.
تحالفات بحثية لتطوير علوم الإعاقة
يُعد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الركيزة الرئيسية لهذه الجهود، من خلال شبكة واسعة تضم أكثر من 140 جهة علمية وبحثية داخل المملكة وخارجها، بما في ذلك جامعة كاوست، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ووزارتي الصحة والتعليم. تهدف هذه التحالفات إلى تحويل البحث العلمي إلى مبادرات عملية تطبيقية، مما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي في علوم الإعاقة والتأهيل. في هذا السياق، أعلن المركز عن تنظيم حدثين علميين رئيسيين؛ الأول هو “ملتقى خبراء الإعاقة” في أغسطس 2025 بالرياض، الذي سيلتقي فيه نخبة من الخبراء والباحثين لعرض أحدث الأبحاث وتقديم حلول عملية لتحسين حياة ذوي الإعاقة، مع التركيز على دمج المعرفة مع التطبيق العملي. أما الثاني، فهو “المؤتمر الدولي السابع للإعاقة والتأهيل” في ديسمبر 2026، الذي سيشهد مشاركة عالمية واسعة لتبادل الخبرات وتعزيز الابتكارات في هذا المجال.
يساهم هذا البرنامج في تعزيز الابتكار العلمي على المستوى العالمي، حيث يركز على حلول مبتكرة للتحديات الصحية، مثل تطوير أدوات للتشخيص المبكر للإعاقات العصبية، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العلاجات الوراثية. بالإضافة إلى ذلك، يدعم المشروع بناء جيل جديد من الباحثين السعوديين من خلال الشراكات التعليمية، مما يعزز من القدرات المحلية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي. في ظل التقدم التكنولوجي السريع، يُمثل ذلك خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار في الصحة والتعليم. من خلال هذه المبادرات، تستمر المملكة في تعزيز دورها كقائدة في مجالات العلوم المستقبلية، مما يضمن تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع المحلي والعالمي.
تعليقات