دونالد ترامب يرفع عقوبات سوريا ويقدم عرض سلام لإيران – واشنطن بوست

أثارت زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى دول الخليج جدلاً واسعاً بين الخبراء والصحف العالمية، حيث ركزت على اختلاط السياسة الخارجية مع المصالح الشخصية والاقتصادية. خلال الزيارة، أعلن ترامب عن تغييرات في مواقف الولايات المتحدة تجاه المنطقة، مما أثار أسئلة حول توازن القوة والعلاقات الدولية، خاصة مع إشارات إلى رفع العقوبات عن سوريا ومحاولات التقارب مع إيران. هذه التطورات لم تقتصر على السياسة فحسب، بل امتدت إلى صفقات تجارية هائلة، عكست رؤية ترامب للعالم كمجال للربح الشخصي.

زيارة ترامب والتأثيرات الإقليمية

في تقرير مفصل نشرته صحيفة واشنطن بوست، ركزت على كيف أن ترامب أعلن من السعودية عن خطط لرفع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، مما يشير إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. وفقاً للتقرير، يعكس هذا الخطاب رؤية متباينة، حيث انتقد ترامب التدخلات الأمريكية السابقة في المنطقة، لكنه أكد في الوقت نفسه على استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة لحماية مصالحها وحلفائها. هذه التصريحات جاءت في سياق سعي ترامب لتعزيز الروابط الاقتصادية، حيث بدا أنه يركز على الحصول على استثمارات خليجية كبيرة، مما أبرز تناقضات في خطابه حول “أمريكا أولاً”. كما أشار التقرير إلى أن هذه الخطوات قد تشكل صدمة لأصدقاء تقليديين مثل إسرائيل، الذين رأوا فيها تراجعاً عن مواقف سابقة، خاصة مع إعلان ترامب عدم زيارة البلاد رغم تواجده في المنطقة.

جولة ترامب والهدايا الشخصية

ومع ذلك، فإن الجوانب الشخصية للزيارة لم تكن أقل أهمية، حيث شددت صحف مثل فايننشال تايمز على كيف تحولت الرحلة إلى فرصة لترامب لتعزيز مصالحه الخاصة. على سبيل المثال، تلقت قطر طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار كهدية، رغم أن ترامب وصف المعاملة بأنها “شفافة”، إلا أنها أثارت انتقادات حول تضارب المصالح. الكاتب إدوارد لوس في المقال “المصالح الخاصة الهائلة” أوضح كيف أن هذه الهدايا، بما فيها الاستثمارات من أبوظبي بقيمة مليارات الدولارات في شركات تابعة لعائلة ترامب، تعكس نهجاً يجعل الرئيس يبدو كمن يضع “ترامب أولاً” على رأس أجندته. هذا التصرف لم يقتصر على الهدايا، بل امتد إلى صفقات تجارية محتملة، مثل تلك المتعلقة بصادرات التكنولوجيا، حيث رفع ترامب قيوداً سابقة مقابل استثمارات ضخمة.

أما صحيفة الغارديان، فقد استعملت سخرية في مقال بعنوان “ترامب المسكين” لتسلط الضوء على الجدل حول قبول هذه الهدايا، معتبرة أنها تشير إلى انعدام الشعور بالخجل. الكاتبة مارينا هايد وصفت ترامب بأنه “الإمبراطور” الذي لا يتردد في قبول المنافع الشخصية، مثل الطائرة من قطر أو لوحة فنية من فلاديمير بوتين، رغم الشكوك حول تأثيرها على القرارات السياسية. هذه الهدايا، وفقاً لها، تعزز الشعور بأن ترامب يُستغل من قبل الدول الأجنبية، مما يعكس تناقضاً بين دوره كرئيس ومصالحه الخاصة. في المجمل، تكشف الزيارة عن صورة معقدة، حيث اختلطت السياسة الدبلوماسية مع الطموحات الاقتصادية، مما يطرح أسئلة حول مدى تأثير هذه الخطوات على الشرق الأوسط وعلاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء. ومع مرور الوقت، يبقى من الصعب التوفيق بين هذه الصفقات الشخصية ووعود ترامب بالتركيز على مصالح أمريكا، مما يعزز النظرة إلى الزيارة كرمز لعصر جديد في السياسة الخارجية الأمريكية.