فاينانشيال تايمز: تسلا تتفاوض على تعويضات ماسك ربما بأسهم جديدة

تسلا تدرس حزمة تعويضات جديدة لإيلون ماسك

في خطوة قد تشكل تحولاً مهماً، أعلنت شركة تسلا عن تشكيل لجنة خاصة من مجلس إدارتها لإعادة النظر في حزمة التعويضات المخصصة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، مما قد يفتح الباب أمام منح حزمة أسهم جديدة. تهدف هذه اللجنة، التي يرأسها رئيسة المجلس روبن دينهولم والعضوة المستقلة كاثلين ويلسون-تومبسون، إلى تقييم الخيارات المتاحة لتعويض ماسك عن أدائه السابق، خاصة مع التحديات القانونية التي واجهت الحزمة الأصلية الموافق عليها عام 2018. هذه الحزمة، التي كانت تقدر بنحو 56 مليار دولار، تم إلغاؤها مؤخراً بقرار قضائي، مما دفع الشركة نحو استكشاف بدائل محتملة.

يأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه تسلا تغييرات استراتيجية جذرية، حيث يركز ماسك على تطوير مشاريع مثل التاكسي الذاتي والروبوتات البشرية، مما يعكس رؤيته في تحويل الشركة إلى قوة رائدة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بدلاً من التركيز الحصري على صناعة السيارات. يمتلك ماسك حالياً حصة تبلغ 13% من أسهم تسلا، وهو ما يجعل أي تعديل في تعويضاته مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الشركة المالي.

مكافآت إيلون ماسك: خيارات بديلة وشروط مستقبلية

تتجه اللجنة نحو استكشاف خيارات تعويضية جديدة، قد تشمل حزم أسهم مرتبطة بشرط تحقيق أهداف مالية وتشغيلية محددة، بالإضافة إلى معايير لسعر السهم. هذا النهج يهدف إلى ضمان أن أي مكافآت جديدة تعكس الأداء الفعلي للشركة، مع مراعاة التحديات الاقتصادية والتنظيمية التي تواجه تسلا في سوق السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة. على سبيل المثال، إذا لم يتم إعادة تفعيل الحزمة القديمة، قد يركز الفريق على برامج تعويض مبنية على المؤشرات التشغيلية، مثل زيادة الإنتاج أو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

من جانب آخر، يواجه ماسك تحديات قانونية، حيث بدأ في مارس بإجراءات استئناف للطعن في القرار القضائي الذي ألغى حزمة التعويضات السابقة، مدعياً وجود أخطاء قانونية. هذا الصراع يعكس التوترات بين الحوكمة الشركية وأداء المديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا. في الشهر الماضي، أكدت تسلا على تشكيل هذه اللجنة لمراجعة قضايا تعويض ماسك، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، مما يعزز من الشفافية في عمليات الشركة.

بالإجمال، يمثل هذا التطور فرصة لتسلا لتعزيز جاذبيتها كشركة رائدة، خاصة مع المنافسة الشديدة في سوق السيارات الكهربائية العالمية. ماسك، كشخصية محورية، يبقى محط أنظار المستثمرين، حيث أن أي قرار بشأن تعويضاته يمكن أن يؤثر على ثقة السوق وأداء الشركة. في هذا السياق، من المتوقع أن تركز اللجنة على توازن بين مكافأة الإنجازات السابقة وتشجيع الابتكار المستقبلي، مع الأخذ في الاعتبار الآفاق الاقتصادية العالمية. هذه الخطوات تعكس التزام تسلا ببناء نموذج أعمال مستدام، يجمع بين الابتكار والمساءلة، مما يعزز من موقعها كقائدة في صناعة التكنولوجيا.