في السنوات الأخيرة، شهدت قطاع الموانئ تطوراً ملحوظاً في أدائها التشغيلي، حيث تجسد ذلك في ارتفاع معدلات المناولة والحركة البحرية. هذا التقدم يعكس الجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية وتحسين الكفاءة، مما يدعم الاقتصاد العام من خلال تسهيل التجارة الدولية والإقلاعية.
موانئ: ارتفاع في أداء المناولة والحاويات
على صعيد المناولة، حققت أعداد الحاويات الواردة زيادة كبيرة بنسبة 22.48%، لتصل إلى 259,425 حاوية قياسية، مقارنة بـ 211,809 حاويات في الفترة المماثلة من العام الماضي. كما شهدت الحاويات الصادرة تقدماً بنسبة 7.97%، لتبلغ 233,760 حاوية قياسية، مقارنة بـ 216,504 حاويات سابقاً. هذه الارتفاعات تشير إلى زخم تجاري قوي، يعكس نمواً في حركة الشحن والتجارة الخارجية. من جانب آخر، سجل إجمالي الطنيات المناولة، والتي تشمل البضائع العامة، البضائع السائبة الصلبة، والبضائع السائبة السائلة، انخفاضاً طفيفاً بنسبة 2.36%، ليصل إلى 20,532,098 طن، مقارنة بـ 21,029,161 طن في الفترة ذاتها من العام السابق. وبالتفصيل، بلغت البضائع العامة 974,944 طناً، في حين وصلت البضائع السائبة الصلبة إلى 4,484,779 طناً، والبضائع السائبة السائلة إلى 15,072,375 طناً. كما شهد قطاع استيراد الحيوانات ارتفاعاً بنسبة 5.36%، مع استقبال 682,022 رأس ماشية، مقارنة بـ 647,345 رأس في الفترة السابقة. هذه الإحصائيات تبرز التوازن بين الزيادات والانخفاضات، مع التركيز على تحسين الإنتاجية العامة.
المنافذ البحرية: نمو في الحركة الملاحية والركاب
فيما يتعلق بالحركة الملاحية، سجلت زيادة بنسبة 16.28%، لتصل إلى 1,057 سفينة، مقارنة بـ 909 سفن في الفترة نفسها من العام الماضي. هذا الارتفاع يعزز من دور الموانئ كمحاور رئيسية للنقل البحري. كما ارتفع عدد الركاب بنسبة 94.72%، ليصل إلى 107,638 راكباً، مقارنة بـ 55,277 راكباً في الفترة السابقة، مما يعكس ازدياد النشاط السياحي والتجاري. بالإضافة إلى ذلك، شهدت أعداد العربات زيادة بنسبة 36.56%، لتصل إلى 95,300 عربة، مقابل 69,786 عربة سابقاً. هذا النمو الشامل يؤكد على قدرة الموانئ على التعامل مع الضغوط المتزايدة في مجالات النقل واللوجستيات. وفي سياق متصل، يُذكر أن شهر مارس لعام 2025 شهد ارتفاعاً في أعداد الحاويات المناولة بنسبة 13.61%، لتصل إلى 699,928 حاوية قياسية، مقارنة بـ 616,079 حاوية في الفترة المماثلة من عام 2024. هذه التطورات تشكل مؤشراً إيجابياً للمستقبل، حيث يساهم في تعزيز الاقتصاد من خلال تسهيل التجارة وتحسين الروابط الدولية.
في الختام، يؤكد هذا الارتفاع في أداء الموانئ على أهميتها في دعم التنمية الاقتصادية، مع التركيز على الابتكار والكفاءة لمواكبة التحديات العالمية. هذا النمو ليس محصوراً في الإحصائيات فحسب، بل يمتد إلى تأثيره على القطاعات المرتبطة، مثل اللوجستيات والصناعات التحويلية، مما يعزز الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل. بشكل عام، يمثل هذا التقدم خطوة إيجابية نحو بناء اقتصاد قوي ومتكامل.

تعليقات