شعر الكثيرون في مصر بقوة الزلزال الذي ضرب جنوب جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط، حيث بلغت قوته 6.4 درجات على مقياس ريختر. هذا الحدث أثار تساؤلات حول الأسباب التي جعلت الإحساس بالهزة شديداً في مناطق بعيدة نسبياً عن مركز الزلزال، مثل محافظات القاهرة الكبرى والدلتا. فيما يلي تفاصيل حول السر وراء هذا الشعور القوي، مع التركيز على العوامل الجيولوجية والجغرافية التي ساهمت في ذلك.
ليه الناس حست بالزلزال بشكل كبير؟
يعود السبب الرئيسي لشعور الأشخاص بقوة الزلزال إلى عدة عوامل مترابطة. أولاً، كان عمق الزلزال الكبير، الذي وصل إلى حوالي 76 كيلومتراً تحت سطح الأرض، عاملاً أساسياً في انتشار الموجات الزلزالية على مساحات واسعة. هذا العمق يسمح للموجات بالانتشار بشكل أفضل عبر الطبقات الأرضية، مما يجعلها تصل إلى مناطق بعيدة مثل مصر بدلاً من أن تكون محصورة في المناطق المجاورة لمركز الزلزال. بالإضافة إلى ذلك، تصنف هذه الهزة كزلزال فوق المتوسطة في القوة، مما يعني أن تأثيرها كان أكبر من الزلازل الضعيفة التي تحدث بشكل متكرر في المناطق غير النشطة زلزالياً.
من جانب آخر، تلعب طبيعة التربة في المناطق المتضررة دوراً حاسماً. في محافظات الدلتا والقاهرة، تتميز التربة بطابعها الطيني الناعم، والذي يساعد على نقل الموجات الزلزالية بكفاءة أعلى مقارنة بالتربة الصخرية الصلبة. هذا النوع من التربة يعزز من الاهتزازات، مما يجعل الشعور بالزلزال أكثر حدة، حتى لو كان المركز الرئيسي للزلزال في موقع بعيد مثل جنوب كريت. كما أن هذه المناطق تقع في حوض نهري يزيد من تأثير الموجات، حيث تعمل الطبقات الرسوبية كمكبر للاهتزازات.
أسرار الهزات الأرضية وأثرها
بالنسبة لأسرار الهزات الأرضية مثل هذه، فإن المناطق المعروفة بنشاطها الزلزالي، مثل البحر الأبيض المتوسط، تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الآثار. مركز هذا الزلزال كان في منطقة نشطة تاريخياً، حيث تحدث هزات أرضية منتظمة بسبب حركة الصفائح التكتونية. ومع ذلك، لم يتم تسجيل أي توابع لهذا الزلزال، وهو ما يرجع أيضاً إلى عمقه الكبير، الذي قلل من احتمالية حدوث اهتزازات ثانوية. هذا يعني أن الزلزال، رغم قوته، لم يكن مصحوباً بتداعيات إضافية، مما يقلل من المخاطر على المدى القصير.
في السياق العام، يُذكر أن مثل هذه الزلازل لا تشكل خطراً فورياً على المناطق المجاورة، حيث أن قوتها تقل عن 7 درجات على مقياس ريختر، وهو الحد الأدنى الذي قد يؤدي إلى حدوث تسونامي. على سبيل المثال، الزلازل التي تتجاوز هذا العتبار غالباً ما تكون مرتبطة بأمواج مد في المحيطات، لكن في هذه الحالة، لم يُسجل أي إنذار بذلك. هذا يبرز أهمية فهم آليات الزلازل وكيفية تفاعلها مع البيئة المحيطة، حيث تساعد هذه المعرفة في تعزيز الإجراءات الوقائية.
للحفاظ على السلامة، يُنصح دائماً باتخاذ الاحتياطات في المناطق الأكثر عرضة، مثل تجنب المباني غير المعززة أو اتباع تعليمات السلطات عند حدوث هزات. في الختام، يظل فهم أسرار الزلازل وأسباب الإحساس بها مفتاحاً لتقليل التأثيرات المستقبلية، خاصة في بلدان مثل مصر التي تقع على حدود صفائح تكتونية نشطة. هذا النوع من الحوادث يذكرنا بأهمية الاستعداد والتوعية لمواجهة الطبيعة غير المتوقعة. بالرغم من ذلك، فإن الزلازل جزء طبيعي من ديناميكيات الأرض، وفهمها يساعد في بناء مجتمعات أكثر مقاومة.
تعليقات