لبنان يتصدر محادثات ترامب في السعودية.. وزيارة أورتاغوس لبيروت تعتمد على تقدّم المواقف

من المرجح أن يشغل ملف لبنان حيزاً مهماً في محادثات اليوم الثاني لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، سواء في الاجتماعات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والسعودية أو في القمة الخليجية الأمريكية الموسعة. خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض، أشار ترامب إلى استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في بناء مستقبل يعتمد على التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، مما يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا الاستقرار في المنطقة. وفقاً لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سام وربيرغ، فإن زيارة ترامب تركز على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث سيناقش مع ولي العهد السعودي تطورات عدة ملفات ساخنة، بما في ذلك دعم الجيش اللبناني ليتمكن من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى مناقشة أشكال الدعم الاقتصادي للحكومة اللبنانية.

ملف لبنان في زيارة ترامب

تؤكد مصادر دبلوماسية على أن جولة ترامب الخليجية ستؤثر بشكل مباشر على الملفات الإقليمية الحساسة، خاصة الوضع في لبنان، حيث يُتوقع طرح مبادرات تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة ترى أن الأوضاع لم تشهد تطوراً ملحوظاً منذ اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، مما يجعل أي خطوات دبلوماسية مرهونة بتغييرات أوسع في المنطقة. على سبيل المثال، قد يتطلب الأمر اتفاقاً بين واشنطن وطهران أو دخول العرب وإسرائيل في مفاوضات جديدة لبدء إعادة التوازن. في هذا السياق، قررت الإدارة الأمريكية تأجيل زيارة المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، التي كانت مقررة في النصف الأول من أيار الجاري، لأن الظروف لم تنضج بعد لتقديم اقتراحات جديدة. السبب الرئيسي يكمن في عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ التزاماتها الكاملة، مثل حل قضية أسلحة حزب الله، مقابل عدم استعداد إسرائيل للانسحاب التام من الأراضي اللبنانية أو وقف الاعتداءات المتكررة. هذا الجمود يبرز الحاجة إلى تحولات سياسية أكبر لتحريك الملف، مما يجعل زيارة ترامب محطة حاسمة في هذا الاتجاه.

التطورات السياسية في لبنان

بالإضافة إلى الجوانب الدبلوماسية، يرتبط ملف لبنان ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات البلدية، التي تشكل اختباراً للتوازن السياسي في البلاد. في بيروت، تتركز الأنظار على الانتخابات المقبلة، حيث يواجه المجلس البلدي تحديين رئيسيين: أولاً، الحفاظ على المناصفة بين المكونات السياسية لتعزيز التوازن الوطني والتعايش، وثانياً، تشكيل فريق عمل متماسك قادر على تحقيق الإنجازات والإنتاجية. وفقاً لأوساط نيابية محلية، ستكشف هذه الانتخابات عن توجهات الجماهير السنية في العاصمة، سواء كانوا متحمسين للمشاركة أم يفضلون الامتناع. أما في زحلة، فقد أدى اجتماع بين رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ورئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، بحضور طوني مسلم، إلى مصالحة قد تؤثر على نتائج الانتخابات. كان التحالف السابق بين الكتلة الشعبية والقوات اللبنانية قد انهار، لكنه الآن قد يعيد ترتيب الأوراق من خلال ظهور مشترك من منزل سكاف في زحلة. في طرابلس، تتواصل عملية الفرز في الأحياء المتبقية مثل الحدادين والسويقة والنوري، بعد أن أظهرت النتائج الأولية تقدماً لقائمة “نسيج” بحصولها على 14 مقعداً مقابل 8 لقائمة “رؤية” ومقعدين لقائمة “الحراس”. مع مرور الساعات، يبقى الحسم معلقاً، حيث قد تكشف صناديق هذه الأحياء عن مفاجآت تعيد تشكيل النتائج، مما يجعل الفترة القادمة حاسمة لتحديد الاتجاه النهائي. في الختام، يعكس هذا الوضع الديناميكي في لبنان الحاجة الملحة إلى حلول شاملة تتجاوز التحديات الداخلية نحو استقرار إقليمي أكبر، مع التركيز على دعم الجهود الاقتصادية والأمنية لبناء مستقبل أفضل.