تعاون سعودي أمريكي جديد يمهد لمرحلة تحولية في الشرق الأوسط

أكد الكاتب السعودي جاسر الجاسر أن زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في عام 2022 كانت حدثًا مميزًا، حيث اكتسبت إعجابًا واسعًا بين السعوديين، وقد لاحظ ترامب نفسه التغييرات الشاسعة في البلاد منذ زيارته الأولى عام 2017. الآن، أصبحت السعودية أكثر وضوحًا في استراتيجيتها من خلال رؤية 2030، التي تركز على جوانب حيوية مثل الذكاء الاصطناعي وتوطين صناعة الأدوية، مما يعكس التقدم السريع في مختلف القطاعات. في ظل هذه التطورات، يبرز كيف أصبحت المملكة نموذجًا للابتكار في المنطقة، مدعومة بجهود حكومية تركز على تحقيق الاستقلال الاقتصادي والتكنولوجي.

زيارة ترامب إلى السعودية وتطورات الرؤية الاستراتيجية

في تلك الزيارة، لفت الجاسر إلى التباين الواضح بين حال المملكة في 2017، حين كانت تعمل على صياغة الرؤى وتعزيز هويتها السياسية، وبين الوضع الراهن الذي يشهد تنفيذ برامج عملية على أرض الواقع. على سبيل المثال، ساهمت جائحة فيروس كورونا في تسريع التحول الرقمي، حيث أدارت الحكومة قطاعات عديدة بطرق آلية وتكنولوجية متقدمة، مما أدى إلى تقدم ملحوظ في مجالات التكنولوجيا والصحة. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير إداري، بل كان خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات الداخلية، مثل تعزيز الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية وتطوير صناعة الأدوية محليًا، للحد من الاعتماد على الواردات. نتيجة لذلك، أصبحت السعودية قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية بفعالية أكبر، مع التركيز على بناء اقتصاد مستدام يعتمد على الابتكار.

الزيارة الأمريكية السعودية وتغييرات المنظر الإقليمي

بالإضافة إلى الجوانب الداخلية، أبرز الجاسر كيف فتحت زيارة ترامب أبواب التعاون الدولي، خاصة مع الولايات المتحدة في مجال البرنامج النووي السلمي، مما يعكس تغييرًا جذريًا في نظرة واشنطن إلى الشرق الأوسط. هذا التغيير لم يقتصر على العلاقات الثنائية، بل امتد إلى تأثيره على التوترات الإقليمية، حيث لاحظ أن نبرة إيران السياسية أصبحت أكثر اعتدالًا مؤخرًا، مما قد يساهم في تخفيف الصراعات. في هذا السياق، أكد الجاسر على تحول الذهنية العربية من السلبية إلى الإيجابية، حيث أصبحت الدول العربية أكثر نشاطًا في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية. هذا التحول الإيجابي في المشهد الإقليمي يعد دليلاً على التغيرات الشاملة التي تشهدها المنطقة، حيث تتجه السعودية نحو تعزيز دورها كقوة إقليمية رائدة. على سبيل المثال، من خلال مشاريع مثل رؤية 2030، تبرز الجهود في دمج التكنولوجيا مع الاقتصاد، مما يجعل من المنطقة ككل أكثر جاذبية للاستثمارات العالمية. ومع ذلك، يتطلب هذا التقدم استمرارية في التعاون الدولي، حيث يمكن أن تكون الشراكات مع الولايات المتحدة حجرًا أساسيًا في تحقيق السلام والاستقرار. في الختام، يعكس هذا التحول الكبير في السعودية والبلاد العربية عمومًا رؤية مستقبلية تهدف إلى بناء مجتمعات أكثر قوة وابتكارًا، مما يؤثر بشكل إيجابي على مستقبل الشرق الأوسط بأكمله.