من السعودية: ترامب يرفع العقوبات عن سوريا!

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، نيته رفع جميع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على سوريا، وذلك بناءً على توصية من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. جاء هذا الإعلان المفاجئ خلال جولة إقليمية لترامب في الشرق الأوسط، حيث بدأ بزيارة المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن تشمل أيضًا دول قطر والإمارات العربية المتحدة. أكد ترامب خلال كلمة ألقاها في الرياض أن هذه الخطوة تهدف إلى منح سوريا فرصة للنمو والتعافي، قائلاً: “سأصدر الأوامر برفع العقوبات لتوفير فرصة حقيقية للنمو.”

رفع العقوبات

تُعتبر هذه الخطوة دعمًا كبيرًا للإدارة الانتقالية في سوريا، خاصة لرئيسها أحمد الشرع، الذي كان يسعى منذ فترة لإزالة هذه القيود. أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي بالشرع يوم الأربعاء خلال زيارته للسعودية، فيما أكد مصدران من الإدارة السورية أن الشرع سيسافر إلى الرياض لإجراء هذا الاجتماع. هذا القرار يأتي بعد سنوات من الحرب المدمرة، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على سوريا خلال عهد بشار الأسد، واستمرت ساري المفعول حتى بعد إطاحته في ديسمبر الماضي. الآن، يرى ترامب أن هذه العقوبات قد أدت دورها، وأن الوقت مناسب للسماح لسوريا بالتقدم نحو الاستقرار.

التخفيف من القيود

ردود الفعل السورية كانت إيجابية على نطاق واسع، حيث رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بالقرار، واصفًا إياه بـ”نقطة تحول محورية” للبلاد. قال الشيباني في تصريحاته إن رفع العقوبات سيفتح الباب أمام مستقبل أكثر استقرارًا وأكتفاء ذاتيًا، خاصة بعد عقود من الصراعات. كما أشاد بجهود المملكة العربية السعودية في دعم هذه الخطوة، معتبرًا أنها ستساعد في إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد. من جانبه، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية أن هذا القرار سيسهل بناء المؤسسات وتقديم الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الدولية التي كانت مترددة بسبب مخاوف من العقوبات. حتى قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، الذي يحظى بدعم أمريكي، رحب بالإعلان، متمنيًا أن يُستثمر في تعزيز الاستقرار وإعادة البناء لمصلحة جميع السوريين.

في السياق التاريخي، كانت العقوبات الأمريكية، بما في ذلك قانون قيصر الذي أقر عام 2019، قد استهدفت جميع التعاملات مع النظام السابق، مما أثر على قطاعات مثل البناء والنفط. ومع ذلك، فإن رفعها الآن يُمثل دفعة قوية للسوريين، حيث سيفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتعاون الدولي. هذا القرار يأتي بعد خطوات أوروبية مشابهة، مثل تعليق بعض العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي، الذي بدأ يناقش تخفيفها بشكل أكبر. باختصار، يُعتبر إعلان ترامب خطوة حاسمة نحو مساعدة سوريا على تجاوز آثار الحرب، مع التركيز على بناء اقتصاد قوي ومستقبل أفضل. هذه التطورات تعكس تغييرًا في الموقف الدولي، مما يسمح لسوريا بالانخراط في عملية إعادة الإعمار الشاملة دون الضغوط السابقة، ويفتح الباب لفرص اقتصادية واجتماعية واسعة.