خبير ذكاء اصطناعي: الشراكات مع عمالقة التقنية تعزز رؤية 2030

سعى الخبير في أنظمة الذكاء الاصطناعي عبدالمحسن المخيدش إلى التأكيد على الجهود الوطنية لتطوير هذا القطاع، حيث أبرز كيف أصبحت السعودية رائدة في الابتكار التقني عبر تعاونات دولية قوية.

الذكاء الاصطناعي يقود التقدم السعودي

في ظل الدعم الحكومي من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، تشهد السعودية نموًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مدعومًا بشركات عالمية مثل Google وAmazon Web Services (AWS) وIBM وSalesforce. هذه الشراكات الإستراتيجية تساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث يتم الاستثمار في مشاريع ضخمة تُعزز البنية التحتية التقنية وتدعم تطوير المهارات للشباب. على سبيل المثال، يبرز مشروع Transcendence بالتعاون مع Google، الذي يبلغ قيمته 100 مليار دولار، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة في اللغة العربية، مما يعزز جودة التعليم ويوفر فرصًا تدريبية لملايين الأفراد.

التحول الرقمي يعزز الابتكار

يعكس التعاون السعودي مع الشركات الأمريكية، مثل استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركة Groq بالشراكة مع أرامكو لبناء أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي، جهودًا لتوسيع الاقتصاد الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يتجاوز الاستثمار في AWS حاجز 5.3 مليار دولار، مما يدفع عجلة التحول الرقمي ويضع المملكة في مصاف الدول الرائدة إقليميًا. كذلك، أعلنت Salesforce عن استثمارات بقيمة 500 مليون دولار في منصة Hyperforce، مع دعم من IBM وDeloitte لتطوير حلول ذكية لخدمة العملاء، بما في ذلك نموذج ALLaM الذي يعزز قدرات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.

في السياق نفسه، تلعب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) دورًا حيويًا في تعزيز هذه الجهود، إلى جانب مساهمة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من خلال برنامج AIM-X، الذي يدعم الشركات الناشئة بالتعاون مع مؤسسات أمريكية. هذه المبادرات لم تقتصر على الاستثمارات المالية، بل أدت إلى تحقيق تقدم ملموس في مؤشرات التنافسية، حيث صعدت السعودية 20 مرتبة لتحل في المركز 14 عالميًا في عام 2024. كما احتلت المرتبة الأولى عالميًا في عدد مستخدمي الإنترنت لكل ألف نسمة، والمرتبة الثانية في التحول الرقمي للشركات، وفق تقارير مرتبطة برؤية 2030.

في الختام، يؤكد هذا التكامل بين السعودية والولايات المتحدة في مجال التقنية على التزام مشترك نحو الابتكار، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية عالمية ويقودها لتكون فاعلًا رئيسيًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي. هذه الخطوات تضمن استمرارية النمو وتحقيق الرؤية نحو مجتمع رقمي متطور.