سجلت أسعار السيارات في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا خلال الشهر الماضي، مما يعكس تأثير الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية. هذا الارتفاع يرتبط بشكل مباشر بالتغييرات الاقتصادية، حيث أصبحت التكاليف أعلى للشركات والمستهلكين على حد سواء، مما يهدد بتغيير ديناميكيات سوق السيارات.
ارتفاع قياسي في أسعار السيارات الأمريكية
أظهرت بيانات حديثة ارتفاعًا بارزًا في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة خلال شهر أبريل، مدعومة بتقارير من مصادر متخصصة تشير إلى تأثير الرسوم الجمركية المفروضة. وفقًا للتقرير الصادر عن كيلي بلو بوك التابعة لشركة كوكس أوتوموتيف، بلغ الارتفاع في المتوسط السعر الفعلي المدفوع من قبل المستهلكين نحو 2.5% مقارنة بمايو، وهو رقم يتجاوز الزيادة السنوية المتوقعة بنسبة 1.1%. هذا الارتفاع يمثل الثاني في حجمته خلال العقد الأخير، حيث يأتي مباشرة بعد القفزة الكبيرة في أبريل 2020، التي بلغت 2.7% بسبب إغلاق المصانع أثناء جائحة كورونا. في السياق نفسه، سجلت أسعار السيارات المستعملة زيادة بلغت 4.9%، مما رفع مؤشر قيمة السيارات المستعملة من كوكس إلى 208.2 نقطة، مقارنة بارتفاع نسبي قدره 2.7% عن الشهر السابق. يعزى هذا الارتفاع السريع إلى الرسوم الجمركية البالغة 25% على الواردات من دول مثل المكسيك وكندا، اللتين تمثلان شركاء تجاريين رئيسيين، مما يزيد من تكاليف الإنتاج والتوريد.
زيادة في أسعار السيارات وسط محاولات التكيف
رغم الضغوط الاقتصادية، تسعى شركات صناعة السيارات إلى التكيف مع هذه الرسوم الجمركية دون اللجوء الفوري إلى رفع الأسعار الرسمية. على سبيل المثال، قامت شركات مثل هيونداي وفورد وستيلانتيس بتقديم عروض ترويجية وعروض خصومات لتهدئة مخاوف المستهلكين وضمان استمرارية المبيعات. وفقًا لتود زوت، الشريك في مجموعة زوت أوتوموتيف، التي تدير وكالات لشركات مثل فورد وستيلانتيس وتويوتا في ديترويت، تبقى برامج الحوافز قوية حتى الآن، مع استقرار نسبي في الأسعار. ومع ذلك، أشارت شركة كوكس إلى أن حوافز البيع كنسبة من السعر الفعلي قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ صيف 2024، مما يشير إلى انحسار الخصومات. كما حذرت الشركة من أن نقص السيارات المتوفرة لدى الوكلاء قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسعار في الأشهر القادمة. في تقديرات سابقة، نفترض أن السيارات المتضررة مباشرة من هذه الرسوم قد تشهد ارتفاعًا يصل إلى 10-15%، في حين قد يرتفع الطرازات الأخرى بنسبة 5%، مما يعزز من تحديات السوق. هذه التطورات تجعل من الضروري للمستهلكين متابعة التغييرات، حيث يمكن أن تؤثر على خيارات الشراء وتوازن السوق العام. بشكل عام، يبدو أن هذا الارتفاع ليس حدثًا عابرًا، بل جزء من تحول أوسع في صناعة السيارات التي تواجه ضغوطًا تجارية متزايدة.
تعليقات