حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من استمرار خطر المجاعة الشديدة على جميع سكان قطاع غزة، مشدداً في تقريره الأخير على أن حوالي 500 ألف شخص قد يواجهون الموت جوعاً، واصفاً الوضع بالتدهور الكبير. يعتمد هذا التقرير على تحليل الفترة من أول أبريل إلى 10 مايو 2025، مع توقعات تشير إلى تفاقم الأزمة حتى نهاية سبتمبر. شهدت المنطقة إغلاق عشرات المطابخ الخيرية بسبب نقص الإمدادات، مما قطع موارد الحياة عن مئات الآلاف، رغم الجهود السابقة لمكافحة الجوع المتزايد. أعلنت منظمة “ورلد سنترال كيتشن” الأمريكية عن نفاد المكونات الضرورية لتوفير الوجبات المجانية، واتهمت إسرائيل بمنع دخول المساعدات، في وقت يواجه فيه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والدواء.
الجوع في غزة: مخاطر متزايدة
في السياق نفسه، أكدت تقارير دولية أن أكثر من مليوني شخص، أي غالبية سكان غزة، يعانون من نقص غذائي حاد، مع اختفاء المواد الأساسية من الأسواق. هذا التدهور جاء بعد فرض إسرائيل حصاراً على المساعدات في مارس، عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم أمريكياً، الذي كان قد أوقف القتال لمدة شهرين. واجهت إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لرفع هذا الحصار، بينما بدأت بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات في الدخول مؤخراً بعد أكثر من شهرين من المنع. من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام بلاده بتوفير ممر آمن فقط لإطلاق الجندي الإسرائيلي ذي الجنسية الأمريكية، دون أي التزام آخر. في المقابل، أعلنت حركة حماس نيّتها الإفراج عنه بعد اتصالات مع الإدارة الأمريكية، كجزء من جهود للوصول إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
الأزمة الغذائية والتحديات الدولية
مع استمرار الجمود في المحادثات بين الأطراف، أعلن السفير الأمريكي في إسرائيل إنشاء هيئة جديدة لتوزيع المساعدات في غزة، التي تشهد حرباً مدمرة أدت إلى نقص شامل في الغذاء والمياه النظيفة والوقود والأدوية. ومع ذلك، واجهت هذه المبادرة انتقادات دولية واسعة، لأنها تبدو كمحاولة لاستبعاد دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى، مما قد يغير هيكل العمل الإنساني الحالي. منذ الثاني من مارس، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى القطاع، وسط استئناف هجومها في 18 مارس، معلنة نهاية الهدنة التي استمرت شهرين بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. هذه التطورات تبرز كيف يتفاقم الوضع الإنساني، حيث يعاني الأهالي من نقص متزايد في الاحتياجات الأساسية، مما يهدد بانهيار كامل للخدمات. في ظل هذه الظروف، تستمر المحادثات مع الإدارة الأمريكية للعمل على وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات، لكن التحديات تبقى كبيرة أمام الجهود الدولية لتخفيف الأزمة. يتطلب الأمر تعزيز الضغوط الدولية لفتح الممرات بشكل مستدام، لإنقاذ حياة الملايين الذين يعانون من هذه الكارثة الإنسانية.
تعليقات