فرصة عمل غريبة في أربيل: 2 دولار مقابل كل كلب ضال!

في الآونة الأخيرة، أثارت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان في العراق، إعجابًا واسعًا من خلال إطلاق مبادرة مبتكرة لمواجهة انتشار الكلاب الضالة في شوارعها. تقدم السلطات المكافآت المالية للأفراد الذين يساهمون في جمع هذه الحيوانات وتسليمها إلى مراكز متخصصة، مما يعكس جهودًا لتحسين السلامة العامة والمظهر الحضري للمدينة.

مبادرة أربيل لمكافحة الكلاب الضالة

يُعد هذا البرنامج خطوة بارزة في تاريخ المدينة، حيث تمنح البلدية مكافأة قدرها 3 آلاف دينار عراقي لكل كلب ضال يتم تسليمه، وهو ما يعادل حوالي 2 دولار أمريكي. تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع المواطنين، خاصة الشباب والعاطلين عن العمل، على المشاركة في حل مشكلة طالت في الانتشار. أربيل، كواحدة من أقدم وأكبر المدن العراقية، شهدت نموًا اقتصاديًا ملحوظًا بنسبة تقارب 10% سنويًا خلال العقد الماضي، مما جعلها مقصدًا للاستثمارات الأجنبية والعمالة الوافدة. ومع ذلك، يواجه السكان تحديات بيئية، بما في ذلك انتشار الكلاب الضالة، التي تشكل خطرًا على سلامة الأطفال والمارة، كما أنها تؤثر سلبًا على جماليات الشوارع.

حلول لمشكلة الكلاب الشاردة

ورغم أن مشكلة الكلاب الضالة ليست حديثة في أربيل أو المدن العراقية الأخرى، فإن أسبابها تعود إلى نقص البرامج الخاصة بالتعقيم و الرعاية البيطرية، بالإضافة إلى التصرفات غير المسؤولة في التخلص من الحيوانات الأليفة. تقديرات غير رسمية تشير إلى أن آلاف الكلاب تجول في شوارع المدينة، مما دفع السلطات إلى تبني أساليب إبداعية. وفقًا للإعلان الرسمي، ستتم معاملة الكلاب المجموعة بطريقة إنسانية في المأوى المخصص، مع التركيز على الصحة العامة والحماية البيئية. هذه المبادرة لاقت ترحيبًا من بعض السكان، الذين يرون فيها فرصة لتحسين الأمن العام وتنظيف الشوارع، حيث عبر بعض المنشورات على منصة “إكس” عن تفاؤل بتقليل أعداد هذه الحيوانات.

بالمقابل، لم تخل المبادرة من الجدل، إذ أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن كيفية التعامل مع الكلاب، مطالبين بضمان معاملتها بشكل أخلاقي واحترافي. في سياق اقتصادي يعاني فيه العديد من سكان الإقليم من صعوبات مالية، قد تمثل هذه المكافأة مصدر دخل إضافي جذابًا، خاصة للعمال الأجانب الذين يتقاضون أجورًا يومية متواضعة. على سبيل المثال، يحصل بعض العمال السوريين أو الإيرانيين في أربيل على رواتب تتراوح بين 25 و30 ألف دينار مقابل ساعات عمل مرهقة، مما يجعل المبلغ، رغم بساطته، ذا قيمة رمزية.

يأمل المسؤولون في أن تنجح هذه المبادرة في تقليل التهديدات الصحية والاجتماعية، مع دعوة المواطنين للمساهمة الفعالة في الحفاظ على بيئة أكثر أمانًا. في النهاية، تعكس هذه الخطوة الجريئة التزام أربيل بمواكبة التغييرات النمائية، مع التركيز على حل المشكلات المحلية بطرق مبتكرة ومستدامة.