ترامب يطارد تريليون دولار استثمارات في الخليج مقابل تحالفات استراتيجية

مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج هذا الأسبوع، يبرز التركيز على تعزيز الروابط الاقتصادية من خلال جذب استثمارات ضخمة. الزيارة، التي تبدأ في السعودية، تهدف إلى تعزيز تدفق الأموال الخليجية نحو الولايات المتحدة، مع التركيز على خلق فرص عمل ودعم التصنيع المحلي، وفق آراء خبراء اقتصاديين.

زيارة ترامب إلى الخليج

يُعد البرنامج الاقتصادي محور هذه الزيارة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب بقادة المنطقة، بدءًا من الرياض يوم 13 مايو، لمناقشة اتفاقيات كبيرة. في السعودية، سيشارك في قمة زعماء الخليج في اليوم التالي، ثم يتوجه إلى قطر وقبل انتهاء الجولة في الإمارات في 15 مايو. هذه الزيارة تعكس الاهتمام الاقتصادي المتزايد، خاصة مع تأكيدات من خبراء مثل كارين يونغ، الذين يشيرون إلى أن ترامب يسعى لإعلان استثمارات تتجاوز التريليون دولار، بما في ذلك شراء أسلحة وتكنولوجيا. السعودية، كأكبر دولة في المنطقة، تعهدت باستثمارات تصل إلى 600 مليار دولار، بينما الإمارات تعهدت بـ1.4 تريليون دولار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. هذه الاتفاقيات لن تكتفي بتعزيز “أمريكا أولاً”، بل ستجذب كبار المستثمرين من وول ستريت ووادي السيليكون إلى منتدى استثماري في الرياض، الذي سيشهد مشاركة شركات مثل بلاك روك وآي بي إم.

رحلة الرئيس نحو الفرص الاقتصادية

مع ذلك، تبرز تحديات اقتصادية ترافق هذه الزيارة، حيث أدى فرض الرسوم الجمركية الأمريكية إلى إرباك التجارة العالمية وانخفاض الناتج الاقتصادي الأمريكي. في هذا السياق، يسعى ترامب لتوقيع صفقات، بما في ذلك اتفاقيات أسلحة تتجاوز 100 مليار دولار مع السعودية، تشمل صواريخ وأنظمة رادار، رغم الجدل حول دورها في اليمن. كما سيتم التركيز على الذكاء الاصطناعي، مع محاولة تسهيل تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى دول الخليج، خاصة بعد إلغاء قيود الإدارة السابقة. الإمارات والسعودية تتنافسان في تنويع اقتصاديهما بعيدًا عن النفط، من خلال استثمارات في الرياضة، السياحة، والتعدين ضمن رؤية 2030، التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأمريكية. وفق كاتب سعودي مثل علي الشهابي، ستؤدي هذه الاتفاقيات إلى تكامل اقتصادي أكبر، مع ضمانات لتسهيل الوصول إلى الذخائر والمعدات. رغم انخفاض أسعار النفط وتراجع الاستثمار الأجنبي في السعودية، فإن زيارة ترامب تعزز العلاقات التجارية، كما يؤكد مجلس الأعمال الأمريكي السعودي، الذي يرى فرصًا في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم. في نهاية المطاف، تهدف الزيارة إلى تعزيز مكاسب ترامب اقتصاديًا، مع الحفاظ على دعم حليف تقليدي، في خطوة استراتيجية طويلة الأمد.