في تطور خطير وغير مسبوق، شهد المسجد الأقصى المبارك محاولة من قبل مستوطنين لإدخال قربان صغير عبر باب الغوانمة، وهي الواقعة الأولى من نوعها منذ احتلال الموقع عام 1967. هذه الحادثة جاءت خلال أجواء الاحتفال بما يُعرف بـ”عيد الفصح الثاني”، حيث حاول تسعة مستوطنين اقتحام ساحات المسجد بعد صلاة الظهر، لكن جهود حراس الأقصى وموظفي الأوقاف الإسلامية وأهالي القدس حال دون نجاح محاولتهم الرئيسية، رغم تمكن أحد المستوطنين من إدخال القربان مؤقتًا. هذا الفعل لم يكن منفصلاً، بل يعكس تصعيدًا متزايدًا للانتهاكات في المنطقة.
الشيخ صبري: خطوة غير مسبوقة تهدف للسيطرة على المسجد الأقصى
أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن هذه المحاولة تمثل جريمة خطيرة وتصعيدًا عدوانيًا يعكس أطماع المستوطنين المتطرفين في فرض سيطرتهم على هذا الموقع المقدس. وفقًا للشيخ صبري، تأتي هذه الخطوة في سياق الأعياد اليهودية، التي غالبًا ما تكون فرصة لزيادة الانتهاكات، حيث يسعى المتطرفون إلى تغيير هوية المسجد عبر إقامة طقوس توراتية داخل ساحاته. وأشار إلى أن جماعات مثل “منظمات الهيكل” تعمل منذ عام 2014 على تعزيز مساعيها لتقديم قربان الفصح، معتبرًا أن هذه الجهود تشكل تهديدًا مباشرًا يهدف إلى تحويل المسجد إلى موقع ديني آخر. كما ربط الشيخ صبري هذه الحادثة بزيادة وتيرة الاقتحامات منذ بداية الحرب على قطاع غزة، مشددًا على أن هذه الفترة تمثل فرصة ذهبية للمستوطنين لتنفيذ مخططاتهم. وفي الوقت نفسه، أكد على الحق الشرعي للمسلمين في المسجد الأقصى، داعيًا إلى تكثيف الرباط والتواجد الدائم لإفشال هذه المخططات.
انتهاكات خطيرة للأماكن المقدسة
تحدث محافظة القدس عن هذه الحادثة كتجاوز لكل الخطوط الحمراء، معتبرة أن محاولة إدخال الخروف داخل كيس قماشي لغرض الذبح تمثل انتهاكًا صارخًا لقدسية المكان، الذي يُعتبر ثالث أقدس الأماكن لدى المسلمين. وفقًا للمحافظة، فإن ثلاثة مستوطنين تمكنوا من هذا الإدخال عبر باب الغوانمة، مما يؤشر إلى خطورة الوضع وإمكانية تفاقم التداعيات إذا تم تنفيذ الطقوس بالفعل. حملت المحافظة سلطات الاحتلال مسؤولية كاملة عن هذه الأفعال، محذرة من أن التواطؤ مع الجماعات المتطرفة قد يؤدي إلى عواقب غير محسوبة. كما دعت الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لحماية المسجد الأقصى من محاولات تغيير هويته، سواء من خلال التقسيم الزماني أو المكاني، مع الإشادة بجهود حراس الأقصى الذين يواجهون التنكيل المستمر. في هذا السياق، يُذكر أن التيارات الصهيونية الدينية ترى في تقديم قربان الفصح بوابة للخلاص الروحي، مما يعمق الصراع حول الموقع. وبالرغم من كل هذا، يظل الالتزام بدعوة الرسول الكريم بشد الرحال إلى الأقصى شعارًا للمسلمين في مواجهة هذه التحديات. إن استمرار هذه الانتهاكات يهدد بالتفاقم، مما يفرض على جميع الأطراف العمل على تعزيز الوجود الإسلامي لحماية هذه الأمانة التاريخية.
تعليقات