ما حققه الأهلي في تجربته الإسبانية الوحيدة مع جاريدو قبل ريفيرو؟

اقتراب النادي الأهلي من التعاقد مع المدير الفني الإسباني السابق، خوسيه ريفيرو، الذي كان يقود فريق أورلاندو بايرتس، يعيد إلى الأذهان التجربة الإسبانية الوحيدة في تاريخ النادي مع خوان كارلوس جاريدو. هذه التجربة، التي سبقت قدوم ريفيرو، كانت نقطة تحول مهمة للفريق، حيث أشرف جاريدو على المارد الأحمر في عام 2015، مما يثير نقاشاً حول إنجازاته وإخفاقاته خلال فترة قصيرة لكن مؤثرة.

التجربة الإسبانية الوحيدة مع جاريدو

خلال فترة تولي جاريدو للأهلي، التي استمرت 11 شهراً، خاض الفريق 50 مباراة متنوعة في الدوري المصري، وكأس مصر، وبطولات أفريقية. حقق جاريدو خلال هذه الفترة فوزاً في 32 مباراة، مقابل 10 تعادلات وثماني هزائم، مما يعكس أداءً مختلطاً لكن مثمراً في بعض الجوانب. من أبرز الإنجازات، كان الفوز ببطالتي السوبر المصري أمام الزمالك عبر ركلات الترجيح، وكأس الكونفدرالية الأفريقية لأول مرة في تاريخ النادي، وهو ما أكد قدرة جاريدو على رفع مستوى الفريق في المواجهات الحاسمة. ومع ذلك، فإن الفريق خسر ثلاث بطولات رئيسية: كأس مصر، والسوبر الأفريقي، ودوري أبطال أفريقيا، مما يشير إلى صعوبة الحفاظ على الاستمرارية.

فيما يتعلق بالأداء الهجومي، سجل الأهلي 60 هدفاً خلال تلك المباريات، بمعدل 1.2 هدف لكل لقاء، في حين تلقت شباكه 28 هدفهًا. كان أبرز الانتصارات فوزاً عريضاً على طهطا في كأس مصر بنتيجة 6-1، بينما كانت أكبر هزيمة خسارة أمام الاتحاد السكندري في الدوري بنتيجة 1-4. على صعيد اللاعبين، برز عماد متعب كأفضل مهاجم في عهد جاريدو، مسجلاً 16 هدفاً، تلاه وليد سليمان بـ10 أهداف، ومؤمن زكريا وعبد الله السعيد بـ5 أهداف لكليهما. ساهم لاعبون آخرون مثل صلاح سعيدو، أحمد عبد الظاهر، ومحمود حسن “تريزيجيه” بـ3 أهداف، فيما سجل كل من بيتر ايبيمبوي، رمضان صبحي، وعمر جمال هدفين، وأضاف سعد سمير، حسين السيد، كريم بامبو، وغيرهم هدفهم الواحد.

إنجازات وقيادة المدرب الإسباني للفريق

بالرغم من الخلافات الداخلية، مثل التوتر بين جاريدو وعماد متعب، إلا أن هذه الفترة أظهرت قدرة الفريق على التأقلم مع أسلوب تدريب إسباني مميز. جاريدو، كونه المدرب الإسباني الوحيد في تاريخ الأهلي، ساهم في تعزيز الروح القتالية، خاصة في البطولات الأفريقية، حيث تمكن من الفوز بكأس الكونفدرالية رغم الخسارات أمام أندية مثل نكانا الزامبي وسيوي سبور الإيفواري. كما أن تلك التجربة كشفت نقاط الضعف، مثل الانهيارات أمام الرجاء المغربي والمقاولون العرب في الدوري، مما دفع الإدارة لإعادة تقييم استراتيجياتها.

بعد رحيل جاريدو، تخلت الإدارة عن كولر بعد خروج الفريق من دوري أبطال أفريقيا، وتعيين عماد النحاس مؤقتاً، لتفتح الباب أمام ريفيرو، الذي غادر أورلاندو بايرتس بناءً على اتفاق مع ناد آخر. هذه التجربة الإسبانية الأولى مع جاريدو تظل درساً قيماً للأهلي، حيث جمع بين النجاحات المؤثرة والدروس المتراكمة، مما يعزز فرص الفريق في المستقبل مع مدربين جدد. في الختام، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت تجربة ريفيرو ستكون استمراراً للنهج الإسباني أم تغييراً جذرياً، مع التركيز على بناء على الإرث الذي تركه جاريدو.