مباحثات مكثفة بين مصر وقطر تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة من خلال اتفاقيات لتوريد الغاز، مع التركيز على تعزيز الإنتاج والتعاون الإقليمي.
البترول: مباحثات لتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز من قطر
في ظل الجهود المبذولة لتعزيز أمن الطاقة في مصر، شهد قطاع البترول والثروة المعدنية تطورات مهمة من خلال مباحثات مع دولة قطر. تهدف هذه المباحثات إلى ضمان توافر الإمدادات من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي، خاصة خلال فترات الذروة مثل فصل الصيف، حيث يعتمد قطاع الكهرباء والسوق المحلي على هذه الموارد الحيوية. يركز مصر على محورين رئيسيين: زيادة الإنتاج عبر برامج الحفر والاستكشاف، واستغلال موقعها الاستراتيجي لتعزيز التعاون الإقليمي، مما يعزز الاستفادة المتبادلة من البنية التحتية للطاقة. هذه الخطوات تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتحقيق أمن الطاقة وتلبية الاحتياجات المحلية.
الطاقة: فرص التعاون والاستثمار المشترك بين مصر وقطر
خلال زيارة المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية في مصر، إلى قطر بناءً على دعوة من وزير الطاقة القطري، تم مناقشة سبل تعزيز الشراكات في مجال الطاقة. رافق الوزير المهندسان يس محمد، عضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، ومعتز عاطف، وكيل الوزارة للمكتب الفني. في استقبالهم، كان سعد شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، إلى جانب كبار المسؤولين مثل جاسم محمد المرزوقي وعبد الله أحمد الحسيني.
تم خلال الجلسات مناقشة تسريع تنفيذ مشروعات مشتركة للغاز الطبيعي، بما في ذلك توقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز من قطر إلى مصر، مما يساهم في تأمين الإمدادات وتعزيز التكامل في البنية التحتية للطاقة. الجانبان بحثا أيضًا تعزيز التعاون في مجالي البحث والاستكشاف، مع التركيز على زيادة معدلات الإنتاج في مناطق الامتياز التابعة لشركة قطر للطاقة في مصر، حيث تشارك هذه الشركة كعضو رئيسي في بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج. تمت مناقشة خطط الحفر للبئر نفرتاري والبئر كايرو ومصري وشمال مراقيا في البحر المتوسط، بالتعاون مع شركة إكسون موبيل.
أعرب سعد شريدة الكعبي عن رغبة قطر في توسيع الاستثمارات في مصر، كما تجلى في الاتفاق الأخير بين شركة قطر للطاقة وشركتي إيجاس وشيفرون للحصول على جزء من نصيب شيفرون في منطقة التزام شمال الضبعة البحرية. من جانبه، استعرض المهندس كريم بدوي الفرص الاستثمارية في مجالات البترول والغاز والبتروكيماويات ذات القيمة المضافة، مدعوًا الجانب القطري للمشاركة. كما تم مناقشة دعم الشركات المصرية المتخصصة في تصميم وصيانة مشروعات الطاقة للعمل في قطر، مستفيدة من خبراتها الواسعة في مجالات البترول والغاز والطاقة المتجددة، مما يعزز التعاون في مشاريع البنية التحتية.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الاجتماع فرص التعاون الإقليمي ضمن منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، الذي يقع مقره في قطر ويمثل 70% من احتياطيات الغاز العالمية، مع التركيز على التنسيق المشترك في القضايا ذات الأولوية. هذا التعاون يعكس التزام وزارة البترول المصرية بتعظيم الاستفادة من العضوية في المنظمات الدولية لخدمة استراتيجية قطاع الطاقة في مصر وتعزيز أمن الطاقة بشكل عام. بهذه الجهود، يسعى الجانبان إلى تحقيق مصالح مشتركة تجعل من هذه الشراكة نموذجًا للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
تعليقات