في لقاء استثنائي مع الفنانة البارزة لبنى عبد العزيز، كشفت تفاصيل مشوقة عن أدوارها في فيلم “هذا هو الحب”، الذي يظل خالداً في تاريخ السينما المصرية. استعادت لبنى ذكرياتها مع الممثلة الكبيرة ماري منيب، خاصة في مشهد “المكسرات” الشهير خلال حفلة الخطبة، حيث قدمت ماري لها “عين جمل” كبيرة لتكسرها بأسنانها كاختبار طريف لخطيب ابنها، الذي جسد دوره الفنان يحيى شاهين. قالت لبنى بضحكة عفوية: “كانت لحظة كوميدية عبقرية، وماري منيب كانت ممثلة عظيمة بكل المقاييس، فهي تجسد فن السينما بأبهى صوره”. هذا اللقاء لم يقتصر على استرجاع المشاهد السينمائية، بل امتد إلى مناقشة التغييرات الاجتماعية والثقافية التي عكسها الفيلم، مع التركيز على كيفية تغيير الحب للعلاقات الزوجية.
لبنى عبد العزيز ودور يحيى شاهين في فيلم “هذا هو الحب”
من جانبها، أشادت لبنى عبد العزيز بدور يحيى شاهين في الفيلم، الذي جسد شخصية الزوج النرجسي والمتحكم، معتبرة إياها تمثيلاً حياً لنوع من الرجال المصريين الذين يتمسكون بأفكار تقليدية متصلبة. قالت: “يحيى شاهين كان يمثل الرجل المصري الذي مخه مقفل، لكنه في النهاية يتغير بفعل الحب”. وفقاً لها، يعكس هذا الدور النموذج الشرقي للرجل الذي يسعى للسيطرة في العلاقات، لكن القوة الحقيقية للحب تكمن في قدرته على كسر هذا العناد. أضافت لبنى: “في الفيلم، كان الحب هو الذي غيّر الشخصية، وهذا يحدث في الحياة الواقعية أيضاً؛ الرجل الشرقي يمكنه التنازل عندما يحب، خاصة مع تغيير مكانة المرأة في المجتمع اليوم”. هذا التحليل للدور لم يكن مجرد تعليق فني، بل ربطه بقضايا اجتماعية مستمرة، مشددة على أن الفيلم يحمل رسائل أبدية حول التفاهم والحب، الذي يمكنه كسر أي غرور أو تمسك بالتقاليد في العلاقات الزوجية.
تجربة الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز في عالم السينما
بعد ذلك، غاصت لبنى عبد العزيز في تفاصيل حياتها الشخصية والفنية، مفتحة قلبها في هذا اللقاء النادر بعد غياب طويل عن الضوء. تحدثت عن رحلتها في الولايات المتحدة، حيث تركت الفن مؤقتاً لتركز على عائلتها، بما في ذلك زوجها وبناتها وأحفادها، مشاركة كيف تقضي أوقاتها في أجواء عائلية دافئة مليئة بالألفة. كما كشفت عن كواليس قرارها بالسفر والابتعاد عن الشاشة، الذي كان بسبب رغبتها في حياة هادئة، لكنها عادت بسبب حبها للفن وحاجة الجمهور إليها. رأت لبنى أن الفن الحديث يحتاج إلى عودة للقيم الأصلية، قائلة: “أتابع ما يعرض الآن، لكنني أرى أن السينما القديمة كانت أكثر صدقاً وعمقاً”. هذه الجلسة لم تكن مجرد مقابلة، بل تكريماً لمسيرتها الطويلة، حيث حصلت على باقة ورد فاخرة ودرع تذكاري من الجريدة، تقديراً لمكانتها كأيقونة في قلوب الجمهور المصري والعربي. في النهاية، يظل فيلم “هذا هو الحب” شاهداً على فن لبنى، الذي يجسد كيف يمكن للحب أن يغير المجتمع، مضيفاً لمسة من الإلهام للأجيال الجديدة.
تعليقات