الصين تطالب باتفاق إلزامي يوقف الحرب في أوكرانيا

دعت الصين إلى التوصل لاتفاق سلام ملزم ينهي الحرب في أوكرانيا، مع دعوة كييف وموسكو للبدء في وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا كخطوة أولى نحو السلام. هذه الدعوة تأتي في سياق تصاعد الجهود الدبلوماسية الدولية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان أن بكين تدعم جميع الجهود الساعية للحوار والتفاوض. في الوقت نفسه، فإن هذه الخطوات تعكس أمل الصين في أن تستمر الأطراف المعنية في حل الصراع من خلال قنوات سلمية، رغم التحديات العسكرية المستمرة على الأرض.

اتفاق سلام في أوكرانيا: جهود دولية لإنهاء النزاع

تمثل اقتراحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء مفاوضات مباشرة مع كييف في إسطنبول خطوة فارقة في هذا السياق، حيث دعا إلى بدء الحديث من دون شروط مسبقة اعتبارًا من يوم الخميس. هذا الاقتراح جاء بعد دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء شخصي مع بوتين في المدينة التركية، مما يعزز من إمكانية التوصل إلى حل. كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تطور سريع، حث كلا الجانبين على عدم تأخير اللقاء، معتبرًا أنه يمكن أن يفتح الباب لمناقشة وقف شامل للقتال. من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية إعلان هدنة فورية، لتساعد في عقد اجتماع فعال في إسطنبول، مع التركيز على أسباب النزاع العميقة مثل التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد تركيا لاستضافة جلسات مفاوضات سلام شاملة بين موسكو وكييف، محملًا هذه الفرصة بأهمية تاريخية لتحقيق حل دائم. هذه الجهود الدبلوماسية تأتي وسط استمرار التصعيد العسكري، إذ أفادت أوكرانيا بتعرضها لهجوم واسع من 108 طائرة مسيّرة روسية، استهدفت قطارات شحن مدنية في مناطق متعددة. وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية، تم تدمير 55 طائرة منها، في حين فقدت 30 أخرى أثرها دون إحداث أضرار، مما يؤكد فعالية الدفاعات الجوية في شرق وشمال وجنوب ووسط البلاد. هذه الهجمات جاءت بعد تضامن قادة أوروبيين مع كييف، وتزامنت مع تخطيط عقوبات جديدة على روسيا.

في المجال الدولي، من المتوقع أن تستضيف لندن اجتماعًا حاسمًا لوزراء أوروبيين، بمشاركة ممثلين من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، يركز على صد العدوان الروسي وإعلان عقوبات إضافية تستهدف داعمي الغزو. هذا الاجتماع، الذي يُعقد في إطار مجموعة “فايمار+”، يأتي بعد زيارة قادة أوروبيين إلى كييف، حيث دعوا صراحة روسيا لقبول وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، ليتمكن الجميع من إجراء محادثات سلام. هذه الدعوات، التي حظيت بدعم من الولايات المتحدة، تعبر عن تحول في السياسات الأمنية الأوروبية، مما يعزز من أهمية الاجتماع كمنصة لتعزيز الضغط على موسكو.

مع ذلك، لم يرد الكرملين بعد على عرض زيلينسكي، ولم يتضح ما إذا كان الرئيس الأوكراني يشترط هدنة مسبقة قبل السفر إلى إسطنبول. هذه التطورات تشير إلى أن الطريق نحو السلام معقد، لكنه يظل ممكنًا من خلال التنسيق الدولي والحوار المباشر، مع التركيز على إيجاد حلول مستدامة تعيد الاستقرار إلى المنطقة.