في حوارها الأخير، كشفت الفنانة لبنى عبد العزيز عن جانب غير مألوف من حياتها الفنية، حيث روت تفاصيل تقصيها عن عالم الفن الذي كان يبدو غريباً عليها. لم تكن تلك الفترة سهلة، إذ واجهت سخرية من بعض زملائها بسبب أسلوبها الخاص في الكلام، مما جعلها تشعر بالعزلة والابتعاد عن الوسط الفني. رغم ذلك، لم تسمح هذه التجارب بأن تحول دون مسيرتها الناجحة.
تجربة لبنى عبد العزيز في عالم الفن
من خلال اللقاء، روت لبنى عبد العزيز كيف كانت تفضل الحياة بعيداً عن أضواء الوسط الفني، محافظة على دائرتها الخاصة من الأصدقاء خارج هذا العالم. قالت إنها لم تشعر بالانتماء حقاً، موضحة أن الجو السائد لم يكن مناسباً لشخصيتها، فكان لديها “جوها الخاص” يمنحها الراحة والاستقرار. واجهت انتقادات حادة، حيث اتهمها البعض بالغرور بسبب طريقتها في التعبير، رغم أن الواقع كان عكس ذلك تماماً. كانت هذه الاتهامات تتمثل في سخرية يومية عند دخولها الأستوديوهات، حيث كان يُقال لها عبارات مثل “Speak English”، مما يعكس سوء الفهم حول خلفيتها الثقافية.
لم تتوقف لبنى عند هذه المشكلات، بل أكدت أنها كانت تشعر بأن “لا أحد سعيد بها” في ذلك الوسط، على الرغم من أنها أثبتت نفسها من خلال أدوارها البارزة، مثل تلك التي جسدت فيها شخصيات من طبقات مختلفة، كشحاتين وأسياد. هذه الدورات كانت دليلاً قاطعاً على قدرتها على التأقلم والإبداع، لكن الصورة المسبقة عنها كانت تمنع الآخرين من رؤية ذلك. ومع ذلك، لم تسمح تلك التجارب بالتأثير سلباً على مسيرتها؛ بل زادتها إصراراً على النجاح، حيث تحدت الشائعات والتنمر بصمت وعمل دؤوب.
أسرار نجاح الفنانة المصرية
في هذا اللقاء الاستثنائي، الذي يعود إلى مرحلة غيابها الطويل عن الأضواء، فتحت لبنى عبد العزيز قلبها لأول مرة، متحدثة عن قرارها بالرحيل إلى الولايات المتحدة وأسباب عودتها مرة أخرى. أوضحت أن حياتها العائلية كانت مصدر قوتها، حيث وجدت الدفء في علاقتها بزوجها وبناتها وأحفادها، مما ساعدها على تجاوز الصعوبات. كما شاركت آراءها حول الفن الحديث، معتبرة أن التغييرات في الساحة الفنية أصبحت أكثر تعقيداً، لكنه لم يمنعها من متابعة ما يحدث اليوم.
وفي سياق احتفالي، تم تكريمها لجهودها الطويلة في عالم السينما المصرية، حيث قدمت الكثير من الأعمال التي رسخت مكانتها كأيقونة من أيقونات الزمن الجميل. هذا اللقاء لم يكن مجرد استرجاع للذكريات، بل كان فرصة لتسليط الضوء على قوتها في مواجهة التحديات، مما يذكرنا بأهمية الإصرار في عالم الفن المتقلب. رحلتها تعكس كيف يمكن للفنان الحقيقي أن يتجاوز العوائق ويستمر في إلهام الآخرين، سواء من خلال أدوارها التاريخية أو قصتها الشخصية. ومع مرور السنوات، بقيت لبنى عبد العزيز رمزاً للأصالة والصمود في وجه الظروف الصعبة، مما يجعل تجاربها مصدر إلهام للأجيال الجديدة.
تعليقات