جهاز الإحصاء: ارتفاع قيمة الصادرات بنسبة 24.1% في فبراير 2025

أصدر الجهاز المركزي للإحصاء بياناتها الشهرية للتجارة الخارجية في فبراير 2025، مما يظهر تحسناً ملحوظاً في الأداء الاقتصادي. شهدت قيمة الصادرات ارتفاعاً كبيراً، مع انخفاض العجز التجاري، معتمداً على زيادة صادرات السلع الأساسية. هذا التقرير يبرز كيف أصبحت السلاسل الإنتاجية أكثر كفاءة، مما يعكس الجهود في تعزيز الاقتصاد المحلي وجذب المزيد من الفرص الدولية. مع ذلك، يظل هناك تحديات في بعض القطاعات، حيث انخفضت صادرات سلع محددة بسبب عوامل مثل تغيرات الطلب العالمي والعوامل البيئية. هذه التغييرات تشكل جزءاً من الجهود الاستراتيجية لتحقيق التوازن التجاري وزيادة الإيرادات.

ارتفاع قيمة الصادرات بنسبة 24.1% في فبراير 2025

شهدت قيمة الصادرات ارتفاعاً بارزاً خلال شهر فبراير 2025، حيث بلغت 4.43 مليار دولار، مقارنة بـ3.57 مليار دولار في الشهر نفسه من العام السابق، مما يعكس نمواً بنسبة 24.1%. هذا الارتفاع يأتي كرد فعل إيجابي لعدة عوامل، خاصة في قطاعات محددة مثل الملابس الجاهزة، التي زادت بنسبة 30.6%، ومنتجات البترول التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 12.2%. كما ساهمت عجائن ومحضرات غذائية متنوعة بزيادة قدرها 9.3%، بالإضافة إلى لدائن بأشكالها الأولية التي ارتفعت بنسبة 3.4%. هذه الزيادات تعزز من قوة الاقتصاد المحلي وتساهم في تحسين الميزان التجاري العام، حيث انخفض العجز التجاري إلى 2.33 مليار دولار من 3.28 مليار دولار في السنة السابقة، بنسبة انخفاض تصل إلى 29.1%. يعني ذلك أن الجهود في تنويع السلع المصدرة والتركيز على القطاعات ذات الطلب العالمي الكبير قد أدت إلى نتائج إيجابية، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل.

ومع ذلك، لم يكن الارتفاع شاملاً لجميع السلع، حيث انخفضت قيمة صادرات بعض المنتجات الرئيسية. على سبيل المثال، شهدت الفواكه الطازجة انخفاضاً بنسبة 9.9%، بينما انخفضت صادرات الأسمدة بنسبة 17.2%، والبطاطس بنسبة 5.2%. كما تراجعت صادرات قضبان وعيدان وزوايا وأسلاك من حديد بنسبة 32.3%. هذه الانخفاضات ترتبط غالباً بتغيرات في الأسواق الدولية، مثل زيادة المنافسة أو تأثيرات الظروف الجوية على الإنتاج. من جانب آخر، سجلت الواردات انخفاضاً عاماً بنسبة 1.4%، حيث بلغت 6.76 مليار دولار مقارنة بـ6.85 مليار دولار في الشهر المماثل من العام السابق. هذا الانخفاض يعود جزئياً إلى ارتفاع قيمة واردات بعض السلع الحيوية، مثل منتجات البترول بنسبة 12.6%، والغاز الطبيعي بنسبة 150.6%، وذرة بنسبة 40.8%، وفول الصويا بنسبة 12.9%.

زيادة في التصدير والتأثير على الاقتصاد

في السياق الشامل، تعكس زيادة التصدير دليلاً على تحسن الأداء الاقتصادي، حيث ساهمت في تعزيز الرصيد الإيجابي للبلاد في الساحة الدولية. هذا التحسن يمتد إلى تأثيره على قطاعات أخرى، مثل الصناعة والزراعة، مما يدفع نحو تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على سلع معينة. على سبيل المثال، انخفضت قيمة واردات القمح بنسبة 13.2%، ومواد الأولية من حديد أو صلب بنسبة 33.7%، بالإضافة إلى الأدوية ومحضرات الصيدلة بنسبة 2.9%، ولدائن بأشكالها الأولية بنسبة 6.8%. هذه التغييرات تبرز كيف أن التوازن بين الواردات والصادرات يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة مع التركيز على السلع ذات القيمة المضافة العالية.

في الختام، يشير ارتفاع الصادرات في فبراير 2025 إلى اتجاه إيجابي نحو تحقيق نمو مستدام، مع الاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق العالمية. هذا النمو ليس محصوراً فقط في الرقم، بل يمتد إلى تأثيره على السياسات الاقتصادية المستقبلية، حيث يمكن أن يساعد في جذب الاستثمارات ودعم التنمية المحلية. مع ذلك، يجب الاستمرار في مراقبة التحديات، مثل تقلبات الأسعار العالمية والتغيرات البيئية، لضمان استمرارية هذا الارتفاع. بالإجمال، يمثل هذا التقرير خطوة نحو بناء اقتصاد أكثر تنوعاً ومقاومة.