مكاسب الولايات المتحدة من زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج
يبرز تحليل حميد الكفائي، المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر تمثل فرصة استراتيجية لتحقيق مكاسب متعددة. في المجال الاقتصادي، يمكن للولايات المتحدة تعزيز شراكاتها مع هذه الدول الغنية بالموارد، حيث تعتبر دول الخليج نماذج للاستقرار الاقتصادي والسياسي. هذا الاستقرار يجعلها شركاء مفضلين، خاصة في ظل التحولات الدولية، مثل الاتجاه العربي نحو بناء علاقات أقوى مع الصين، مما يدفع واشنطن لتعزيز نفوذها واستعادة التوازن في المنطقة. كما يؤكد الكفائي أن هذه الزيارة تتجاوز الجانب الاقتصادي لتشمل المجالات السياسية والأمنية، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات مثل التوترات مع إيران والأزمات الإقليمية، بما في ذلك الوضع في غزة، لمنع فقدان النفوذ الأمريكي تدريجيًا.
فوائد أمريكا في الشراكات السياسية والأمنية
في حالة نجاح هذه الزيارة، يمكن للولايات المتحدة الحصول على دعم دول الخليج في مجالات حيوية، حيث أصبحت هذه الدول أكثر استقلالية في قراراتها الدولية، مما يتطلب من أمريكا التكيف مع سياساتها الجديدة. على سبيل المثال، تتمتع دول الخليج بمواردها المالية الهائلة واستقرارها، مما يجعلها قادرة على دعم النهضة الاقتصادية الأمريكية، بشرط مراعاة مصالحها المشتركة. يشمل ذلك الاعتراض على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سابقًا والتي أثرت على أسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى القضايا السياسية الحساسة مثل القضية الفلسطينية، حيث ترتبط تقدم أي اتفاقيات مع حل هذه القضية، كما هو الحال في الشروط التي وضعتها السعودية سابقًا. كذلك، هناك حاجة لرفع العقوبات على سوريا كجزء من تفاوض أوسع. من الجوانب الأمنية، رفض دول الخليج للحرب مع إيران وتفضيلها للحلول السلمية يعزز فرصة الولايات المتحدة في تعزيز دورها كمزود رئيسي للسلاح والتدريب، مما يضمن علاقات استراتيجية طويلة الأمد. في السياق الاقتصادي المستقبلي، تمتلك دول الخليج استثمارات واسعة في قطاعات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي في الإمارات، حيث يتوقع أن يزيل ترامب الحظر المفروض من إدارة بايدن على تصدير هذه التكنولوجيا لتجنب وصولها إلى الصين، بالإضافة إلى طموحات السعودية في الطاقة النووية السلمية التي يمكن أن تشكل شراكات مربحة للجانبين. هذه الزيارة، إذن، ليست مجرد خطوة دبلوماسية، بل فرصة لإعادة صياغة العلاقات الدولية لتعزيز الاستقرار والنمو المتبادل، مما يساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على مكانتها العالمية وسط التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
تعليقات