عبدالله بن زايد ووزير خارجية غانا يبحثان العلاقات الثنائية بين الإمارات وغانا
في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز العلاقات الدولية والشراكات الثنائية، التقى معالي عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، بمعالي شيريفر آيوركور بوتشوي، وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية غانا. عقد هذا اللقاء في إطار سعي كلا الطرفين لتعميق الروابط الثنائية بين البلدين، مع التركيز على تنويع مجالات التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية.
خلفية اللقاء وأهدافه
يأتي هذا اللقاء في ظل العلاقات الودية التي تربط بين الإمارات العربية المتحدة وغانا، حيث شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مجالات الاستثمار والتجارة. خلال الاجتماع، الذي انعقد مؤخرًا في أبوظبي، بحث الجانبان عدة قضايا رئيسية تهدف إلى تعزيز الشراكة الثنائية. أكد معالي عبدالله بن زايد على أهمية بناء جسور التواصل بين الدول لمواجهة التحديات العالمية، مشيرًا إلى أن الإمارات ترى في غانا شريكًا استراتيجيًا في إفريقيا.
في حديثه، أعرب الوزير الإماراتي عن الرغبة في تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين في السنوات الأخيرة أكثر من مليار دولار أمريكي سنويًا، وفقًا للبيانات الرسمية. كما تم التأكيد على ضرورة دعم المشاريع الاستثمارية المشتركة، خاصة في قطاعي الطاقة المتجددة والزراعة، حيث تعد غانا مصدرًا مهما للموارد الطبيعية، بينما تقدم الإمارات خبراتها في التكنولوجيا والابتكار.
المجالات الرئيسية للمناقشة
ركز اللقاء على عدة محاور أساسية:
-
التعاون الاقتصادي والتجاري: بحث الجانبان سبل زيادة الحركة التجارية والاستثمارات المتبادلة. على سبيل المثال، تتوسع الشركات الإماراتية في غانا في مجالات مثل البنية التحتية والنقل، حيث ساهمت الإمارات في مشاريع كبرى مثل تطوير المطارات والطرق. كما أكدت غانا على اهتمامها بجذب المزيد من الاستثمارات الإماراتية في قطاعي السياحة والتعدين.
-
التطوير المستدام والطاقة المتجددة: في ظل التحديات البيئية العالمية، تم التركيز على الشراكات في مجال الطاقة الشمسية والرياح، حيث تتمتع الإمارات بخبرة واسعة في هذا المجال من خلال مشاريعها مثل "مصفاة أبوظبي" و"مدينة المعرفة". أما غانا، فهي تسعى لتحقيق أهدافها في التنمية المستدامة، مما يفتح آفاقًا للتعاون المشترك.
-
التعاون في المجالات الاجتماعية والثقافية: لم يقتصر النقاش على الجوانب الاقتصادية، بل شمل دعم التبادل الثقافي والتعليمي. على سبيل المثال، يمكن للإمارات دعم برامج التعليم العالي في غانا من خلال منح دراسية أو تبادل الخبرات مع الجامعات الإماراتية. كما تم التطرق إلى تعزيز التعاون في مجال الصحة، خاصة في مواجهة جائحة كوفيد-19 وأمراض أخرى.
- القضايا الدولية: ناقش الوزيران القضايا الدولية المشتركة، مثل السلام والأمن في إفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى دعم جهود مكافحة الإرهاب والتغير المناخي. أكدا على أهمية تعزيز الدور الإقليمي لكلا البلدين في منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
النتائج المتوقعة وأهمية اللقاء
انتهى اللقاء بتأكيد كلا الطرفين على ضرورة متابعة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، بما في ذلك تشكيل لجنة مشتركة للمتابعة. يُعتبر هذا اللقاء خطوة إيجابية نحو تعزيز الروابط بين الإمارات وغانا، حيث يساهم في تحقيق التنمية المشتركة وتعزيز السلام العالمي. في ختام الاجتماع، أعرب معالي عبدالله بن زايد عن تفاؤله بمستقبل الشراكة بين البلدين، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات تعكس التزام الإمارات ببناء علاقات قائمة على الثقة والتعاون المتبادل.
في الختام، يُعد هذا اللقاء دليلاً على الدور الريادي للإمارات في بناء روابط قوية مع دول إفريقيا، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة. ومن المأمول أن يؤدي إلى مزيد من الشراكات المنتجة، مما يعزز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي لكلا الدولتين.
تعليقات