اندلع حريق هائل في مستودع صناعي بمدينة فيلانوفا إي لا جيلترو في إقليم كتالونيا شمال شرق إسبانيا، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ. أدى الحادث إلى انبعاث سحابة كثيفة من غاز الكلور السام، وأجبر نحو 150 ألف شخص في خمس بلدات سياحية على الالتزام بالبقاء داخل منازلهم لساعات طويلة، لتجنب التعرض للخطر.
حريق كتالونيا ومخاطر الغازات السامة
بدأ الحريق حوالى الساعة 2:20 فجرًا في مستودع يحتوي على مواد كيميائية مخصصة لتنظيف حمامات السباحة، مما أسفر عن انتشار غاز الكلور بتركيزات عالية. أصدرت خدمة الحماية المدنية تحذيرًا عاجلًا عبر الهواتف المحمولة ومنصات التواصل الاجتماعي، مطالبة السكان والسياح في مناطق مثل فيلانوفا إي لا جيلترو وكالافل بإغلاق النوافذ والأبواب وتجنب الخروج إلا في حالات الضرورة الملحة، مع ارتداء كمامات واقية. عملت 24 فرقة إطفاء بجهد مكثف للسيطرة على اللهيب، وتم التحكم في الحريق بعد ساعات من الجهود المتواصلة، وفق تصريحات المتحدث باسم الحماية المدنية. استمر الحجر المنزلي لمدة سبع ساعات تقريبًا، قبل أن يتم رفعه مع استمرار بعض القيود في ثلاث بلدات للأشخاص الأكثر عرضة للخطر. لم تُسجل إصابات خطيرة سوى حالة هلع واحدة تم علاجها، لكن الحادث أدى إلى إلغاء العديد من الفعاليات المحلية، بما في ذلك حدث فيدا باربيكيو الذي كان يُعد لمهرجان فيدا السنوي.
كارثة بيئية تهدد السياحة
أثارت الحادثة مخاوف واسعة حول تأثيرها على البيئة والسياحة في كتالونيا، حيث تُعد المنطقة وجهة جذب رئيسية لملايين الزوار سنويًا، خاصة مع اقتراب موسم الصيف. أصدرت وزارتا الخارجية البريطانية والأيرلندية تحذيرات لمواطنيها في المنطقة، داعية إياهم إلى اتباع تعليمات السلطات المحلية والالتزام بالبقاء في أماكن مغلقة. كما دعت المنظمات البيئية إلى تشديد الرقابة على المنشآت الصناعية التي تخزن مواد خطرة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث. أكد الرئيس الكتالوني، سلفادور إيلا، أن السلطات ستستمر في مراقبة الوضع حتى يزول أي خطر محتمل. يُذكر أن غاز الكلور يمكن أن يسبب صعوبات تنفسية حادة، تهيجًا للعينين والجلد، وحتى مخاطر الوفاة في حالة التعرض المباشر، مما يبرر الاستجابة السريعة والصارمة من قبل السلطات لحماية السكان والسياح. في السياق نفسه، أبرز الخبراء أهمية تعزيز الإجراءات الوقائية في المناطق الصناعية للحد من مخاطر التلوث، خاصة في مناطق سياحية مزدحمة. كما أن هذا الحادث يعكس الحاجة الملحة لتطبيق معايير أمان أعلى في تخزين المواد الكيميائية، لضمان عدم تكرار الآثار السلبية على البيئة والصحة العامة، حيث يمكن أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى تأثيرات طويلة الأمد على التنوع البيولوجي والاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى ذلك، دعت السلطات إلى زيادة الوعي بين السكان حول كيفية التعامل مع الطوارئ البيئية، مما يعزز من الاستعداد لأي أزمات مستقبلية مشابهة.
تعليقات