تقرير يكشف: كروم الأكثر استهلاكًا للبيانات بين متصفحات الهواتف المحمولة

قبل شهر، أصدرت محكمة أمريكية قراراً يؤكد أن جوجل تمارس هيمنة غير قانونية على سوق الإنترنت، مما يعيق المنافسة ويحد من نمو الشركات الأخرى. لإعادة التوازن، اقترحت المحكمة حلين رئيسيين: بيع متصفح Chrome أو مشاركة بيانات البحث الشاملة مع المنافسين. ومع ذلك، ترفض جوجل هذا الاقتراح، مدعية أن ذلك قد يعرض معلومات شخصية حساسة للمستخدمين. الآن، يؤكد تقرير حديث من شركة متخصصة في الأمن السيبراني أن هذه المخاوف ليست مبالغ فيها، حيث يعتبر متصفح Chrome أحد أكثر التطبيقات استهلاكاً للبيانات الشخصية، خاصة على أجهزة الهواتف المحمولة.

Chrome: المتصفح الأكثر استهلاكاً للبيانات

يبرز تقرير صادر عن شركة Surfshark كيف يسيطر متصفح Chrome على سوق التصفح العالمية بنسبة تزيد عن 70%، لكنه في الوقت نفسه يجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية، مما يثير مخاوف حول الخصوصية. يحتوي هذا المتصفح على آليات تجميع تغطي عشر فئات مختلفة من المعلومات، بما في ذلك جهات الاتصال من دفتر العناوين، التفاصيل المالية، بيانات الموقع الجغرافي، سجل التصفح والبحث، ملفات الوسائط مثل الصور والفيديوهات، والتسجيلات الصوتية، بالإضافة إلى معرّفات الجهاز وعناوين IP. هذه البيانات غالباً ما تتكامل مع خدمات أخرى لجوجل، مثل محرك البحث وتطبيق Gmail والخرائط، مما يجعل خط الفصل بين الوظائف اليومية وانتهاك الخصوصية مشوّشاً بشكل كبير.

يشير التقرير إلى أن هذا الجمع المكثف للبيانات يهدف إلى تحسين تجربة المستخدم، لكن النتيجة الفعلية هي زيادة الرصد الدقيق للسلوكيات اليومية. على سبيل المثال، يُذكر في التقرير أن Chrome يرسل هذه البيانات تلقائياً لتحسين الإعلانات والتوصيات، وهو ما يقلل من الشعور بالأمان لدى المستخدمين. وفقاً لتعليق من مسؤول أمني في Surfshark، يبدو أن هذا النمط من تجميع البيانات يجعل التصفح أكثر كفاءة، لكنه يطالب المستخدمين بمراجعة الأذونات التي يمنحونها لتطبيقات المتصفح. في المناطق الأكثر تقدماً مثل الولايات المتحدة، حيث ينخفض استخدام Chrome إلى 43% بسبب انتشار متصفح Safari من Apple، يظهر أن هناك خيارات أقل استهلاكاً للبيانات، مما يعزز من أهمية اختيار المتصفحات بعناية للحفاظ على الخصوصية.

متصفحات بديلة واستهلاك البيانات

بالرغم من تفوق Chrome في سوق التصفح، إلا أن هناك فروقاً كبيرة في كيفية تعامل المتصفحات الأخرى مع بيانات المستخدمين. يُظهر التقرير أن Chrome يجمع بيانات من أكثر من 20 فئة، بينما تقتصر التسعة متصفحات الأخرى التي تم دراستها على ست فئات في المتوسط فقط، مما يوفر خيارات أكثر أماناً. على سبيل المثال، يأتي متصفح Bing في المرتبة الثانية، حيث يجمع 12 نوعاً من البيانات، لكنه أقل تطفلاً من Chrome. من جهة أخرى، يبرز متصفح Tor كأحد أكثر الخيارات احتراماً للخصوصية، إذ لا يجمع سوى القليل من البيانات، وهو مصمم خصيصاً لحماية هوية المستخدمين وتمكين الوصول إلى محتوى الإنترنت المخفي دون تتبع.

أما متصفح Brave، فهو يركز بشكل كبير على الخصوصية، حيث يقتصر جمعه على فئتين فقط: بيانات الاستخدام الأساسية والمعرفات، مما يساعد في تقليل التتبع الرقمي مع الحفاظ على الأداء الجيد. كذلك، تتواجد متصفحات مثل DuckDuckGo وFirefox في الوسط، حيث تجمعان الحد الأدنى من البيانات الضرورية، مثل معرفات الجلسة والتشخيصات البسيطة، لضمان توازن بين الخصوصية والوظائف اليومية. هذه الاختلافات تذكرنا بأهمية اختيار متصفح يتناسب مع احتياجات الخصوصية الشخصية، خاصة في عصر يشهد تزايد الوعي بالأمان الرقمي. في النهاية، يشجع التقرير المستخدمين على مراجعة إعداداتهم بانتظام لتقليل المخاطر، مما يعزز من تجربة التصفح بشكل أكثر أماناً وشفافية.