السعودية تفرض رسوم مرورية يومية على السيارات في الطرق خلال فترة 7 صباحاً حتى 6 مساءً

تعاني مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، من ازدحام مروري يؤثر سلباً على الحياة اليومية، حيث يزيد من إهدار الوقت واستهلاك الوقود، ويفاقم المشكلات البيئية والصحية. هذه الظاهرة تكلف الاقتصاد مليارات الريالات سنوياً، نتيجة لعوامل متعددة تتعلق بالنمو السكاني والاعتماد الزائد على السيارات الخاصة.

الازدحام المروري في الرياض

يواجه سكان الرياض تحديات يومية بسبب ازدحام الطرق، خاصة في أوقات الذروة، حيث تتراكز الأنشطة التجارية والتعليمية في وسط المدينة. هذا الازدحام ليس مجرد مشكلة مرورية، بل يعكس تأثيرات اقتصادية وبيئية واسعة، إذ يؤدي إلى زيادة انبعاثات الغازات الضارة وتعطيل الحركة بشكل يومي. وفقاً للدراسات، يرتبط هذا الوضع بانفجار النمو السكاني الذي يتجاوز السبعة ملايين نسمة، مما يعزز من كثافة المركبات على الشوارع. كما يلعب سوء التخطيط العمراني دوراً في تفاقم المشكلة، حيث تكون بعض الشوارع غير قادرة على استيعاب الحركة، بالإضافة إلى تأثير أعمال الصيانة التي تعطل المسارات بانتظام.

عوامل الكثافة الطرقية

من بين الأسباب الرئيسية للكثافة الطرقية في الرياض، يبرز النمو السكاني السريع الذي يزيد من عدد المركبات، إذ يصل عدد السكان إلى أكثر من سبعة ملايين نسمة، مما يضغط على الشبكة الطرقية. كذلك، تتركز الأنشطة الرئيسية مثل التجارة والتعليم في قلب المدينة، مما يولد تدفقاً كبيراً في أوقات الذروة، مثل من الساعة 7 صباحاً حتى 9 صباحاً، ومن الظهر حتى الثانية، وفي المساء من الرابعة حتى السابعة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم قلة استخدام وسائل النقل العام، رغم تطورها، في زيادة الاعتماد على السيارات الخاصة. هذه العوامل تجعل طرقاً مثل طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله، والدائريين الشمالي والشرقي والجنوبي والغربي، من أكثر الطرق تضرراً، حيث تشهد ازدحاماً يومياً شديداً.

لتخفيف هذه الكثافة، اقترح الإعلامي زياد الغامدي فرض رسوم يومية على السيارات الداخلة إلى مناطق محددة، مثل تلك المحاطة بطريق أنس بن مالك شمالاً وشارع الوشم جنوباً، ومن الدائري الشرقي إلى طريق الملك خالد غرباً، وذلك من الساعة 7 صباحاً حتى 6 مساءً. يرى الغامدي أن هذه الرسوم ستشجع على استخدام وسائل النقل العام مثل القطارات والحافلات، مما يقلل من عدد السيارات ويساهم في تمويل مشاريع تحسين الخدمات. هذا الاقتراح أثار جدلاً على وسائل التواصل، إذ يدعمه البعض لأنه يمثل حلاً فعالاً لتقليل الازدحام، بينما يعارضه آخرون خشية أن يشكل عبئاً مالياً إضافياً على المواطنين، وقد لا يحقق النتائج المرجوة.

حتى الآن، لم تقم الجهات الرسمية بإعلان موقفها، ولم يحدد قيمة الرسوم أو تاريخ تطبيقها. ومع ذلك، فإن دراسة هذا الاقتراح بعناية ستساعد في ضمان تحقيق التوازن بين تخفيف الازدحام وتجنب الإضرار بالسكان. في الختام، يمكن أن يساهم نهج شامل في تحسين التخطيط العمراني وتعزيز النقل العام في جعل الرياض مدينة أكثر سلاسة وحيوية، مما يعزز الاقتصاد والصحة العامة على المدى الطويل.