Dhiyab bin Mohammed: The ‘Mother of the Emirates’ Visit to Turkey Showcases Emirati Women’s Humanitarian Legacy

زيارة "أم الإمارات" لتركيا.. تجسيد لمكانة المرأة الإماراتية في العمل الإنساني

في عالم يتسم بالتحديات الإنسانية المتزايدة، تبرز الدور البارز للنساء كقادات في ميادين الإغاثة والتطوع. وفي هذا السياق، تُعد زيارة صاحبة السمو شيخة فاطمة بنت مبارك، المعروفة بـ"أم الإمارات"، إلى تركيا في عام 2023، نموذجاً حياً لمكانة المرأة الإماراتية في مجال العمل الإنساني. هذه الزيارة، التي جاءت ضمن جهود الإمارات لدعم اللاجئين السوريين في تركيا، لم تكن مجرد زيارة دبلوماسية، بل كانت تعبيراً عن التزام النساء الإماراتيات بالقضايا الإنسانية العالمية، مما يعكس تطور دور المرأة في المجتمع الإماراتي.

خلفية "أم الإمارات" ودورها الإنساني

شيخة فاطمة بنت مبارك هي رمز للقيادة النسائية في الإمارات العربية المتحدة. كرئيسة للاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومؤسسة العمل الخيري، ساهمت سمها في تعزيز حقوق النساء والأطفال على المستويين المحلي والدولي. تُعرف باسم "أم الإمارات" لأنها زوجة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، وهي تمثل الجانب الإنساني للإمارات من خلال مشاريعها الخيرية التي تجاوزت القيمة المالية لمليارات الدولارات. في ظل زعامة سمها، أصبحت الإمارات مرجعاً عالمياً في الإغاثة الإنسانية، خاصة في مناطق النزاعات مثل سوريا.

تفاصيل الزيارة إلى تركيا

في أكتوبر 2023، قامت شيخة فاطمة بنت مبارك بزيارة تاريخية إلى تركيا، حيث التقى سمها قادة الدولة التركية، بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان، لمناقشة سبل دعم اللاجئين السوريين. كانت هذه الزيارة جزءاً من حملة إغاثية أطلقتها الإمارات لمساعدة تركيا، التي تستضيف أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري، بعد كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير 2023. خلال الزيارة، قادت سمها وفداً إماراتياً زار مخيمات اللاجئين في مناطق مثل غازي عينتاب وأنطاكيا، حيث تم توزيع مساعدات إنسانية تشمل الطعام، والدواء، والمأوى، بالإضافة إلى برامج دعم نفسي للنساء والأطفال.

كما أشرف سمها على توقيع اتفاقيات تعاون بين الإمارات وتركيا لتعزيز الجهود الإنسانية، بما في ذلك تمويل مشاريع تعليمية وصحية. هذه الأنشطة لم تكن مجرد عمل إغاثي فوري، بل كانت جزءاً من رؤية طويلة الأمد لتعزيز السلام والاستدامة في المنطقة. على سبيل المثال، أعلنت الإمارات عن تمويل إضافي يصل إلى 100 مليون دولار لدعم الإغاثة في تركيا، مع التركيز على تمكين النساء كقادات في مجتمعات اللاجئين.

تجسيد مكانة المرأة الإماراتية في العمل الإنساني

تكمن أهمية هذه الزيارة في أنها تجسد التحول الذي شهدته المرأة الإماراتية منذ تأسيس الدولة. في ظل رؤية القيادة الإماراتية، أصبحت النساء جزءاً أساسياً من القطاع الإنساني، حيث يشغلن مناصب قيادية في منظمات مثل هيئة الإغاثة الإماراتية وصندوق أبوظبي للتنمية. زيارة "أم الإمارات" لتركيا تبرز كيف أن المرأة الإماراتية لم تعد مقتصرة على الدور المحلي، بل أصبحت سفيرة للقيم الإنسانية عالمياً. هذا الدور يعكس الإصلاحات في الإمارات، حيث تشكل النساء اليوم نسبة كبيرة من القوة العاملة في مجالات الرعاية الصحية، التعليم، والإغاثة، مع نسبة تجاوزت 60% من الخريجات الجامعيات في هذه المجالات.

علاوة على ذلك، تعزز مثل هذه الزيارات الصورة الإيجابية للمرأة العربية عموماً، محاربة الستيريوتيبات التي تربطها بالحدود الاجتماعية. في تركيا، مثلاً، شكلت زيارة سمها مصدر إلهام للنساء التركيات واللاجئات، اللواتي رأين فيها قدوة للقيادة النسائية في أوقات الأزمات.

خاتمة: نحو عالم أكثر عدلاً

في الختام، زيارة "أم الإمارات" لتركيا ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجهود الإنسانية الإماراتية، لكنها تؤكد بشكل جلي على مكانة المرأة الإماراتية كقوة محركة للتغيير. في عصر يتطلب تعاوناً دولياً لمواجهة التحديات مثل النزاعات والكوارث الطبيعية، يبرز دور النساء كجسر للسلام والتعاطف. يجب على العالم الاستمرار في دعم مثل هذه القيادات لتحقيق عالم أكثر عدلاً وإنسانية، حيث تكون المرأة ليس جزءاً من الحل، بل المحرك الأساسي له.