أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد نحو 24 ساعة من دعوة روسيا لإجراء محادثات مباشرة، أن أوكرانيا مستعدة للانخراط في مفاوضات سلام مع موسكو لإنهاء الصراع الذي اندلع في مطلع عام 2022. وصف زيلينسكي بدء روسيا في التفكير بوقف القتال بأنه علامة إيجابية، لكنه شدد على ضرورة أن تكون الخطوة الأولى وقفًا فوريًا ودائمًا لإطلاق النار، بدءًا من الغد. في بيان عبر منصة التواصل الاجتماعي، أكد زيلينسكي أن استمرار القتال ليوم إضافي لا يفيد أحد، معلنًا أمله في أن تقر روسيا اتفاقًا كاملاً وموثوقًا للتهدئة اعتبارًا من 12 مايو.
إنهاء الحرب في أوكرانيا
من جانبه، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد محادثات مباشرة مع كييف في 15 مايو المقبل، في مدينة إسطنبول التركية، لتحقيق سلام دائم. جاء هذا الاقتراح كرد فعل للضغوط الدولية، حيث رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب به كخطوة نحو حل جذري. وفقًا لبوتين، تهدف هذه المحادثات إلى القضاء على أسباب الصراع الأساسية، وليس مجرد إيقاف مؤقت يسمح بإعادة التسلح. كما أكد في خطاب من الكرملين أن روسيا مستعدة لبدء المفاوضات بدون شروط مسبقة، مشددًا على أهمية السلام الطويل الأمد. هذا الاقتراح يأتي في سياق مطالبات دولية، خاصة من القوى الأوروبية الكبرى، بدعم وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، مع تهديد عقوبات اقتصادية إضافية في حال الرفض.
تطورات النزاع الروسي الأوكراني
في السياق نفسه، رفض بوتين محاولات بعض الدول الأوروبية فرض “إنذارات نهائية” عليه، موضحًا أن روسيا قد قدمت عدة اقتراحات سابقة لوقف القتال، بما في ذلك هدنة مؤقتة لاستهداف منشآت الطاقة، وأخرى خلال عيد الفصح، وأخيرًا هدنة لمدة 72 ساعة في الاحتفال بمرور 80 عامًا على النصر في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، تبادلت الجانبان الاتهامات بانتهاك هذه الهدن، خاصة في الفترة من 8 إلى 10 مايو. يرى بوتين أن أي مفاوضات مقبلة قد تؤدي إلى اتفاقات جديدة لوقف إطلاق نار، كخطوة أولى نحو سلام مستدام. في المقابل، يصر الجانب الأوكراني على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفًا حقيقيًا وغير قابل للانتهاك، مع التركيز على استعادة السيادة ووقف الاعتداءات.
في ظل هذه التطورات، يبرز الاقتراح الروسي كمحاولة لتخفيف التوترات، لكنه يواجه تحديات بسبب الاختلافات حول شروط السلام. من جانبها، تؤكد أوكرانيا أن أي محادثات لن تكون فعالة دون ضمانات دولية لوقف دائم للقتال، مع الاستعانة بدعم الشركاء الدوليين لفرض الضغط على موسكو. هذا التبادل بين الدعوات للسلام والمخاوف من الانتهاكات يعكس تعقيد الوضع الجيوسياسي، حيث يسعى الجميع إلى كسر دائرة العنف التي أدت إلى خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات. بالرغم من الآمال في نجاح المفاوضات المقترحة، فإن التحديات تظل كبيرة، مع ضرورة بناء ثقة متبادلة بين الطرفين لتحقيق تقدم حقيقي. يمكن أن تكون هذه المبادرة نقطة تحول إيجابية، إذا تم الالتزام بمبادئ الإنسانية والسلام، مما يفتح الباب لمستقبل أكثر استقرارًا في المنطقة.
تعليقات