زيارة أم الإمارات إلى تركيا: نقلة نوعية في تعزيز شراكة تمكين المرأة والأسرة

زيارة "أم الإمارات" لتركيا: محطة جديدة تعزز الشراكة في مجال تمكين المرأة والأسرة

في عصرنا الحالي، حيث يشهد العالم تطورات سريعة في مجال حقوق المرأة والأسرة، تبرز الزيارات الدبلوماسية كمحطات حاسمة لتعزيز التعاون الدولي. من هذه الزيارات المهمة، جاءت زيارة صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، المعروفة بـ"أم الإمارات"، إلى تركيا مؤخراً، والتي تمثل محطة جديدة في تعزيز الشراكة بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا في مجال تمكين المرأة والأسرة. هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء رسمي، بل كانت خطوة استراتيجية تؤكد على التزام البلدين بتعزيز دور المرأة كمحرك أساسي للتنمية المستدامة.

تُعد الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة اتحاد الإمارات للنساء ورئيسة المجلس الأعلى للأسرة، إحدى الشخصيات البارزة في الساحة العربية والدولية. من خلال جهودها الطويلة، ساهمت في ترسيخ مبادئ التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، حيث أسست العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعليم والتدريب المهني، بالإضافة إلى دعم الأسرة كوحدة أساسية للمجتمع. في تركيا، التي تتميز ببرامجها الوطنية للمساواة بين الجنسين مثل وزارة الأسرة والشبيبة، وجدت هذه الزيارة فرصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط بين الجانبين، مما يعكس التزام الإمارات بتعزيز قيم التعاون الإقليمي.

خلال الزيارة، التي شملت اجتماعات مع كبار المسؤولين التركيين، من بينهم الرئيس التركي ورئيسة الوزراء، ناقشت الشيخة فاطمة بنت مبارك عدة قضايا رئيسية تتعلق بتمكين المرأة والأسرة. تم التطرق إلى إمكانية التوقيع على اتفاقيات مشتركة تهدف إلى تبادل البرامج التدريبية في مجالات مثل الريادة النسائية، التوظيف في القطاعات التكنولوجية، والدعم النفسي للأسر. كما شملت الزيارة زيارات ميدانية لمراكز التمكين التركية، حيث تم استعراض نماذج ناجحة لدعم المشاريع النسائية، مثل برامج التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. هذه الاجتماعات لم تنحصر على المستوى الرسمي، بل امتدت إلى ورش عمل مشتركة جمعت بين الفعاليات الإماراتية والتركية، مما يفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية تعزز من دور المرأة كقوة دافعة في الاقتصادين.

تعزز هذه الزيارة الشراكة بين الإمارات وتركيا في ظل التحديات العالمية مثل جائحة كورونا وتغير المناخ، حيث أصبح تمكين المرأة والأسرة أولوية عالمية. بالفعل، شهدت العلاقات بين البلدين تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، من خلال اتفاقيات سابقة في مجالات التعليم والصحة، والتي يمكن أن تتوسع الآن لتشمل برامج متخصصة في تمكين المرأة. على سبيل المثال، قد يؤدي هذا التعاون إلى إنشاء برامج تبادل طلابي للفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، أو مشاريع مشتركة لدعم الأسر المهمشة، مما يعزز من الاستدامة الاجتماعية في المنطقة.

في الختام، تمثل زيارة "أم الإمارات" إلى تركيا خطوة إيجابية نحو تعزيز الشراكات الدولية في مجال تمكين المرأة والأسرة، مؤكدة على أن التعاون بين الشعوب هو مفتاح التقدم. من خلال مثل هذه المبادرات، يمكن للإمارات وتركيا أن تكونا نموذجاً يحتذى به في العالم العربي والإسلامي، حيث يتم تعزيز دور المرأة كشريكة فعالة في بناء مستقبل أفضل. هذه الزيارة ليست نهاية، بل بداية لمرحلة جديدة من التعاون المثمر، ينعكس أثرها على الأجيال القادمة.