نايت فرانك: السعودية تواصل توسعاً هائلاً في قطاع الضيافة لاستيعاب ارتفاع عدد السياح المتوقع.

توسع هائل في قطاع الضيافة السعودي

تكشف شركة نايت فرانك عن توقعات بتوسع كبير في قطاع الضيافة بالمملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع إنشاء أكثر من 362 ألف غرفة فندقية لمواكبة الارتفاع المتسارع في أعداد السياح. هذا التوسع يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد، مع توقع وصول إجمالي الزوار، سواء المحليين أو الدوليين، إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030. في نهاية الربع الأول من عام 2025، بلغ إجمالي مخزون الغرف الفندقية في المملكة 167.5 ألف غرفة، حيث يُصنف 61% منها كفاخر أو راقية أو من الدرجة الأولى. كما يجري بناء أو التخطيط لإضافة 99.5 ألف غرفة أخرى، ستكون جاهزة بحلول عام 2030، مع تحديد 78% منها ضمن الفئات الراقية. وفقاً لإحصاءات وزارة السياحة، حقق قطاع السياحة في عام 2024 نمواً ملحوظاً، حيث بلغ عدد السياح المحليين والدوليين حوالي 127 مليون سائح، مساهمة هذا القطاع بنسبة 4.7% في الناتج المحلي الإجمالي، مع خطط لرفعها إلى 10% بحلول نهاية العقد. كما ارتفع عدد الزوار الدوليين إلى 30 مليون زائر، بزيادة 9.5% عن العام السابق، مع ارتفاع الإنفاق على السياحة الوافدة إلى 153.61 مليار ريال، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 13.82%.

نمو السياحة وتطوير الإقامة في المملكة

يشهد قطاع السياحة في المملكة تحولاً ديناميكياً، مدعوماً بسياسات تسهيل الدخول مثل منصة التأشيرة الإلكترونية، التي تتيح لمواطني 66 دولة، بما في ذلك روسيا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة والصين واليابان، الحصول على تصريح دخول لمدة عام كامل، يسمح بالإقامة لمدة تصل إلى 90 يوماً لأغراض الترفيه، والعمرة، والأعمال مثل المؤتمرات والمعارض، بالإضافة إلى زيارة الأصدقاء والعائلة. ومع ذلك، يظل الحج خاضعاً لنظام تأشيرة منفصل بسبب اعتباراته الدينية. يؤكد فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن التركيز على الفنادق الفاخرة يعزز سمعة المملكة كوجهة سياحية دولية، لكنه يشير إلى ضرورة تقديم خيارات إقامة أكثر تواضعاً لجذب فئات أوسع وتلبية الطلب المحلي. كما يدفع النمو بمشاريع عملاقة مثل رؤى الحرم ومدينة المعرفة الاقتصادية، التي تشمل أكثر من 252 ألف غرفة فندقية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع 64% منها في فئات 4 و5 نجوم. هذه المشاريع تعيد تشكيل المشهد السياحي، حيث أسفرت عن استقبال 1.8 مليون حاج و35.7 مليون معتمر في عام 2024، بزيادة 25% في عدد المعتمرين الدوليين.

في السياق نفسه، يبرز أسامة القادري، الشريك ورئيس قسم استشارات الضيافة، دور الفعاليات العالمية مثل دورة الألعاب الآسيوية 2029 ومعرض إكسبو 2030 في جذب 150 مليون زائر وتحقيق تأثير اقتصادي يصل إلى 94.6 مليار دولار. هذه الاستضافات تعزز البنية التحتية والتنويع في أنماط السفر، حيث أصبحت السياحة الترفيهية تشكل 30% من الرحلات الوافدة، مقابل 26% للرحلات الدينية و24% لزيارات الأصدقاء والعائلة. كما يدعم هذا الارتفاع استثمارات دولية في القطاع، خاصة بعد قرار السماح بالاستثمار في الشركات العقارية بالمدن المقدسة، مما يعزز السيولة ويجذب رؤوس أموال من الآسيويين (63%) والدول العربية (22%) وأفريقيا (11%). يعكس هذا التطور السريع الالتزام بأهداف رؤية 2030، حيث يتجه القطاع نحو نمو مستدام يجمع بين الفخامة والتنوع، مما يضمن جذب جمهور عالمي أكبر وتعزيز الاقتصاد العام.