بيل جيتس يتبرع بثروته الكاملة.. يرفض الوفاة غنيًا

بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، يعد أحد أبرز الشخصيات في مجال العمل الخيري، حيث يسعى من خلال مؤسسة جيتس إلى استثمار ثروته الهائلة في تحسين حياة الملايين حول العالم. منذ إطلاق المؤسسة في عام 2000، ركز جهوده على البرامج الصحية والتنموية، مع التزام جديد بصرف أكثر من 200 مليار دولار خلال العقدين المقبلين لتمكين الأفراد من حياة أكثر صحة واستقرارًا. في مدونة حديثة، كشف جيتس عن خطة شخصية للتبرع بنسبة 99% من ثروته، التي تبلغ حاليًا 108 مليارات دولار، بحلول عام 2045، مستوحىً من مقولة أندرو كارنيجي: “من مات غنيًا مات مهانًا”. يؤكد جيتس أنه يريد تجنب هذا الوصف، محولاً ثروته إلى أدوات لمعالجة التحديات العالمية، معتبرًا أن الاحتفاظ بهذه الموارد يعيق حل المشكلات الملحة مثل الفقر والأمراض.

بيل جيتس وجهوده الخيرية

في السنوات الخمس والعشرين الماضية، أنفقت مؤسسة جيتس أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع متنوعة، مساهمة في انخفاض معدلات الوفيات بين الأطفال والأمهات، كما حدث من 12 مليون حالة في عام 1990 إلى 5 ملايين في عام 2019. يشير جيتس إلى أن هذه الإنجازات تشمل فهم دور التغذية واللقاحات، مع خطط لتعزيز الوصول إلى هذه الخدمات. كما تحتفل المؤسسة هذا العام بذكرى تأسيسها الخامسة والعشرين، التي تتزامن مع أحداث مهمة مثل مرور خمسين عامًا على إنشاء مايكروسوفت ووصول جيتس إلى سن السبعين. هذا العام يمثل نموذجًا لتطوير الخطط المستقبلية، حيث يراجع جيتس النهج السابق للمؤسسة، متيحًا لها تحقيق أهدافها في إطار زمني أقصر من خلال زيادة الاستثمارات.

خطط التبرع والتطوير

عبر العقدين القادمين، ستركز مؤسسة جيتس على ثلاثة أهداف رئيسية لتعزيز التقدم نحو عالم أكثر إنصافًا. أولاً، تحسين معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال من خلال تعزيز التغذية والوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، مستفيدة من الدروس المستفادة في مجال اللقاحات والأدوية. ثانيًا، القضاء على الأمراض المعدية، مثل الحصبة والملاريا، مع دراسة إمكانية القضاء على مرض السل، على غرار الجدري في الماضي، من خلال خفض تكاليف الابتكارات لتكون متاحة للجميع. يؤمن جيتس بأن هذه الجهود ستكون فعالة إذا تم دعمها بالشراكات العالمية. ثالثًا، مكافحة الفقر، حيث ينتقد جيتس بعض الدول الغنية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا لتقليل دعمها للمساعدات الخارجية، مؤكدًا أن مؤسسته ستستمر في دعم الجهود لمساعدة الدول الأقل حظًا. يرى جيتس أن هذه الخطط لن تنتهي بانتهاء صلاحية المؤسسة، بل ستستمر في تعزيز الثقة لدى الشركاء، مما يعكس التزامًا شخصيًا بإعادة توزيع الثروة لخلق تأثير إيجابي دائم.