السودانيون في دول الخليج يُشكلون جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في تلك البلدان، حيث يُعاملون كضيوف أعزاء وسادة كرام، ويرفض أي تهديد بطردهم باعتباره فكرة ابتزازية وقبيحة تعكس عدم تقدير لدورهم. هؤلاء الأفراد ليسوا مجرد عمال أو زائرين عابرين، بل يمثلون تنوعاً في المهارات والمساهمات، مما يجعل وجودهم ضرورياً للتنمية المشتركة. في ظل التحديات الإقليمية، يجب التركيز على تعزيز العلاقات الإيجابية بدلاً من الإشارة إلى الطرد كأداة ضغط.
السودانيون في دول الخليج
بين السودانيين في دول الخليج، هناك فئة مهمة تشمل المهنيين ذوي المستوى الرفيع والأصحاب الأعمال الذين يعتمدون على مؤهلاتهم وخبراتهم للانتقال بين الدول بحرية. هؤلاء الأشخاص، الذين يقفون على أقدامهم الخاصة، يمكنهم بسهولة الاستغناء عن دولة معينة للانتقال إلى أخرى، حيث يعتمدون على مهاراتهم لضمان استمرارية حياتهم المهنية. من جانب آخر، توجد مجموعات أخرى تعيش على هامش النشاط الاقتصادي والعملي، وهؤلاء لا يمتلكون الكثير مادياً ليخسروه في حالة الطرد، مما يجعلهم قادرين على البدء من نقطة الصفر في أي مكان آخر في هذا العالم الواسع. غالبية المغتربين هم من العائلات التي تعيش على كفالة شخص واحد منتج، مما يعني أن أي تفكير في طردهم يجب أن يأخذ في الاعتبار الآثار الاجتماعية العميقة. هذا الواقع يبرز أهمية دعم هؤلاء الأفراد بدلاً من التهديد، فهم يساهمون في الاقتصاد المحلي بصمت ويعززون روابط الود بين الشعوب.
السودانيون في الدول الخليجية
مع ذلك، يجب التعامل مع الضجيج الإعلامي حول طرد حوالي 100 ألف سوداني من منازلهم وأعمالهم بكثير من الحذر، إذ إن هذا الادعاء يبدو غير أخلاقي ومبالغاً فيه، خاصة وأن السودان نفسه يعاني من طرد أكثر من 12 مليون مواطن من منازلهم وأعمالهم ومدنهم وقراهم بسبب الصراعات الداخلية. نسأل الله أن يعينهم بنصره وعزته، وأن يمن عليهم بنعمه الواسعة التي لا تعد ولا تحصى. إن دعاءنا المستمر هو لحماية جميع السودانيين أينما كانوا، وتوفير الرزق لهم من فضل الله. ومع ذلك، ليس من اللائق أبداً التفكير في التضحية بأكثر من 40 مليون إنسان داخل السودان من أجل الحفاظ على بضعة آلاف من الوظائف في الخليج. هذا النهج يعكس عيوباً في الأولويات، حيث يجب أن تكون السياسات مبنية على الرحمة والعدالة، لا على الضغوط السياسية أو الاقتصادية. في النهاية، يمكن للجميع أن يتخيل كيف يمكن للعلاقات بين الدول أن تكون أكثر إيجابية إذا ركزت على دعم المجتمعات بدلاً من تهديدها. الوجود السوداني في الخليج ليس عبئاً، بل هو فرصة للتعاون المتبادل، حيث يساهم هؤلاء الأفراد في بناء مجتمعات أقوى وأكثر تنوعاً. دعونا نفتح أبواب الحوار لضمان حقوق الجميع وتعزيز السلام، فالشعوب تتقارب عبر الاحترام المتبادل، لا من خلال التهديدات. وفي خضم هذه التحديات، يظل الأمل كبيراً في أن يجد السودانيون الدعم اللازم لمواصلة حياتهم بكرامة، سواء في الخليج أو في أي مكان آخر.
تعليقات