السعودية ترسل الجبير إلى الهند وباكستان لدفع جهود وقف التصعيد المتزايد

زار الوزير السعودي للشؤون الخارجية، عادل بن أحمد الجبير، الهند وباكستان في الفترة الأخيرة ضمن جهود متواصلة لتخفيف التوترات بين البلدين، وفقاً لما أعلنته السلطات الرسمية. تندرج هذه الزيارة في سياق الصراعات الحدودية الجارية، التي شهدت تصعيداً كبيراً خلال الأيام الماضية، مما يعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم الحوار لتجنب الكوارث الإقليمية.

جهود السعودية للتهدئة بين الهند وباكستان

في بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية، أكدت أن الزيارة، التي جرت في يومي 8 و9 من الشهر الجاري، تهدف إلى تعزيز مساعي السلام ووقف التصعيد العسكري. يأتي هذا التحرك كرد فعل على الاشتباكات المتصاعدة، والتي نشأت عن هجوم استهدف الجزء الهندي من كشمير، أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، مما دفع الهند إلى شن ضربات جوية على أراضي باكستانية. ردت باكستان سريعاً، مما أدى إلى مواجهات عسكرية عنيفة لم تشهد مثيلاً منذ عقود، وشملت استخدام صواريخ ومسيرات وقصفاً مدفعياً، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين على جانبي الحدود. السعودية، بفضل علاقاتها الوثيقة سياسياً واقتصادياً مع كلا الطرفين، ترى في هذه الجهود سبيلاً لتجنيب المنطقة مخاطر التصعيد، خاصة أنها تستضيف ملايين العمال من الهند وباكستان، الذين يمثلون جزءاً كبيراً من قوة العمالة الأجنبية في المملكة.

الدور الوسيط للسعودية في النزاعات الدولية

تستمر السعودية في تعزيز دورها كوسيط إقليمي ودولي، حيث كانت هذه الزيارة امتداداً لجهود سابقة لاحتواء التوتر. في الشهر الماضي، أعلن مسؤول سعودي عن سعي المملكة لمنع تفاقم الوضع بين الهند وباكستان، معتبراً كلا البلدين حليفين استراتيجيين. كما قام وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بإجراء اتصالات هاتفية مباشرة مع نظرائه في نيودلهي وإسلام آباد للتشجيع على الحوار. هذا النهج يعكس استراتيجية سعودية أوسع في الوساطة، كما حدث في استضافة اجتماعات بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض، والتي كانت الأولى من نوعها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى اجتماع أميركي أوكراني في جدة لمناقشة وقف إطلاق النار. بهذه الطريقة، تسعى السعودية إلى تعزيز استقرار المنطقة، مستغلة نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي لبناء جسور السلام وتجنيب العالم مخاطر النزاعات النووية، مع التركيز على حل الخلافات من خلال القنوات الدبلوماسية. إن مثل هذه الجهود ليس فقط تعزز من مكانة السعودية عالمياً، بل تمنع تأثيرات التوترات على الاقتصاد العالمي والأمن الإقليمي، مضمنة استمرارية العلاقات الإيجابية مع الهند وباكستان.