انتهت مشاركة الصندوق السعودي للتنمية في المنتدى الأفريقي الثالث رفيع المستوى، الذي ركز على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والشراكات الثلاثية لتحقيق التنمية المستدامة. كان الحدث، الذي عقد في جمهورية سيراليون من 7 إلى 9 مايو 2025، فرصة لتبادل الخبرات العالمية مع حضور دولي واسع، حيث ساهم الصندوق في تعزيز الروابط التنموية من خلال عروضه الإبداعية ومناقشاته الاستراتيجية.
مشاركة الصندوق في دعم التنمية المستدامة
خلال المنتدى، قدم الصندوق عرضًا تفاعليًا عبر جناح افتراضي، يبرز أبرز مشاريعه وبرامجه التنموية منذ تأسيسه في عام 1974. هذا العرض شمل قصص نجاح ملهمة من مختلف الدول النامية حول العالم، حيث غطى مشاريع في مجالات مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما أكد على دور الصندوق كشريك رئيسي في التنمية العالمية. على مدار 50 عامًا، ساهم هذا الجهد في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كقوة داعمة للأهداف الدولية، من خلال التركيز على برامج تعزز الاستدامة وتخفف التداعيات الاقتصادية في الدول النامية.
الانخراط في تعزيز الصمود الاقتصادي
في الجلسة الحوارية بعنوان “تعزيز الصمود الاقتصادي ضمن خطط تنفيذ أهداف التنمية المستدامة”، شارك الدكتور عبدالله بن سليمان السكران، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والتنمية، بتحليل عميق لدور الصناديق التنموية في دعم الجهود الدولية. أبرز المساهمات الرئيسية للصندوق على مدى نصف قرن، حيث ركز على كيفية دعم المشروعات ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي، مثل تلك المتعلقة بالتعليم والصحة. هذا الانخراط لم يقتصر على المناقشات فحسب، بل شمل أمثلة عملية عن كيفية تعزيز الشراكات الدولية لمواجهة التحديات مثل الفقر والتغير المناخي، مما يعكس التزام المملكة بمبادئ التعاون العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الصندوق سجلًا مشرفًا في تمويل أكثر من 800 مشروع وبرنامج تنموي في أكثر من 100 دولة، بقيمة إجمالية تفوق 21 مليار دولار. هذه التمويلات غطت قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والطاقة المستدامة، مما ساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على المستوى العالمي. يأتي هذا الدعم ضمن إطار رؤية شاملة تتزامن مع أهداف التنمية المستدامة، حيث يعمل الصندوق على توسيع نطاق التعاون من خلال مبادرات مبتكرة تعمل على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
في الختام، يمثل هذا الحضور في المنتدى خطوة إضافية نحو تعزيز الأطر الدولية للتنمية، مع الاستمرار في دعم البلدان النامية من خلال استراتيجيات مستدامة ومبتكرة. هذا الجهد ليس فقط يعكس التزام الصندوق بتعزيز الشراكات العالمية، بل يساهم أيضًا في بناء عالم أكثر استدامة واقتصادية قوية، حيث يستمر التعاون في تطوير حلول مشتركة للتحديات العالمية.
تعليقات