ارتفاع هائل في التجارة الإلكترونية: 50% من مستخدمي الإنترنت يتجهون للتسوق عبر الشبكة

أحدث الإحصاءات تكشف عن تحول كبير في عادات التسوق لدى المصريين، حيث أصبحت التجارة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية. مع تزايد انتشار الإنترنت، يتجه المزيد من الأفراد نحو المنصات الرقمية للبحث عن السلع والخدمات، مما يعكس ثورة حقيقية في سوق التجزئة. هذا الاتجاه ليس مجرد تغيير عابر، بل يمثل قفزة نوعية تجعل التسوق أكثر سهولة وكفاءة، خاصة مع زيادة الثقة في الأدوات الرقمية.

التجارة الإلكترونية: قفزة مذهلة في استخدامها

تشهد البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في استخدام الإنترنت لأغراض التسوق، حيث وصلت نسبة الأسر المصرية التي تستخدم خدمات الاتصالات والتكنولوجيا بانتظام إلى 65.2%، وفقًا للإحصاءات الأخيرة. في مجال التجارة الإلكترونية تحديدًا، بلغت نسبة البحث عن السلع والخدمات عبر الشبكة 72.7% في الفترة من 2022 إلى 2023، مقارنة بـ 63.3% في الفترة من 2019 إلى 2020. أما الجزء الأكثر إثارة، فهو ارتفاع نسبة الشراء الفعلي عبر الإنترنت إلى 50.1%، مقابل 17.8% فقط قبل ثلاث سنوات. هذا الارتفاع يؤكد على زيادة الثقة في المنصات الإلكترونية، حيث أصبحت الأفراد أكثر ميلًا للاعتماد عليها في تنويع خياراتهم الاستهلاكية اليومية.

من بين المنصات المتاحة، يبرز فيسبوك كأبرز مصدر للتسوق الرقمي، مع نسبة تصل إلى 61.7% من الأفراد الذين يستخدمون صفحاته لإكمال عمليات الشراء، مما يسلط الضوء على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل قرارات المستهلكين. ومع ذلك، فإن نمط الدفع يظل مرتبطًا بالتقاليد، إذ يفضل 98.4% من المشترين الدفع نقدًا عند الاستلام، وهو ما يشير إلى بعض التحديات المتعلقة بالثقة في أنظمة الدفع الإلكتروني أو نقص الانتشار في الخدمات المصرفية الرقمية لبعض الفئات.

التسوق الرقمي: ارتفاع في الاعتماد والتنوع

يظهر التحليل أن فئة الشباب بين 15 إلى 29 عامًا تمثل 42.5% من مستخدمي الشراء عبر الإنترنت، بينما يشكل حاملو الشهادات التعليمية المتوسطة والعالية نسبة 47.9%، مما يبرز دور التعليم والوعي الرقمي في تعزيز هذا الاتجاه. كما أن 41.9% من الأفراد خارج قوة العمل يشاركون في هذه العمليات، دلالة على أن التجارة الإلكترونية أصبحت وسيلة عامة لتلبية الاحتياجات اليومية، حتى لأولئك الذين ليسوا في سوق الشغل. هذا التغير يعكس كيف أن التحول الرقمي يمتد إلى فئات متنوعة من المجتمع، مما يساهم في تعميق الاندماج مع التكنولوجيا.

في الختام، يمكن القول إن هذا الارتفاع في التجارة الإلكترونية يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد المحلي، حيث يعزز المنافسة ويوفر فرصًا للأعمال الصغيرة من خلال الوصول إلى جمهور أوسع. مع استمرار تطوير البنية التحتية الرقمية، من المحتمل أن تشهد مصر مزيدًا من النمو في هذا المجال، مما يجعل التسوق عبر الإنترنت أكثر أمانًا وانتشارًا. هذا التحول ليس مجرد إحصاءات، بل خطوات نحو مستقبل رقمي أكثر ديناميكية وشمولية.