كشف فريق من الباحثين عن ابتكار مبتكر يمثل نقلة نوعية في عالم الروبوتات، حيث يجسد كلب آلي برمائي يقلد حركة الثدييات ليتميز بقدرات فائقة على التنقل بكفاءة عالية سواء على اليابسة أو في الماء. يعتمد هذا التصميم على دراسة مستوحاة من آليات السباحة والحركة الطبيعية للكائنات الحية، مما يتيح للروبوت تجاوز القيود التقليدية في التصاميم المستوحاة من الزواحف أو الحشرات، ويعزز من قدرته على التوائم بين البيئات المختلفة.
كلب آلي برمائي للحركة المتعددة الأبعاد
يعتمد هذا الكلب الروبوتي على نظام حركي متقدم مستوحى من حركات الثدييات، مما يمنحه القدرة على الانتقال السلس بين اليابسة والماء. على سبيل المثال، يتيح التصميم الذكي للروبوت تجاوز تحديات التصاميم السابقة، مثل نقص الديناميكية أو التحمل المحدود، ليصبح أداة مثالية في مجالات متنوعة. يعمل الروبوت بكفاءة تتجاوز التوقعات، حيث يصل سرعته على اليابسة إلى 1.26 كيلومتر في الساعة، مما يجعله مثاليًا للمهام البرية. أما في الماء، فإنه يعتمد على آليات تجديف فريدة، مع ثلاث طرق مختلفة تم تطويرها واختبارها بعناية، لتحقيق أداء متوازن بين السرعة والاستقرار.
روبوت مستوحى من الثدييات للأداء المائي المعزز
يبرز هذا الروبوت من خلال تصميمه الهندسي الدقيق، الذي يحاكي حركة سباحة الكلاب الحقيقية، مما يضمن توازنًا مثاليًا بين الوزن والطفو لتحقيق حركة مستقرة وفعالة. طور الباحثون طريقتين مستوحاتين من تجديف الكلاب، مع تحسينات تهدف إلى زيادة السرعة والدفع، حيث بلغت أقصى سرعة في الماء 0.576 كيلومتر في الساعة. أما الطريقة الثالثة، المستوحاة من أسلوب الهرولة، فتركز على تعزيز الثبات، مما يجعل الروبوت قادرًا على التعامل مع التيارات أو الظروف المائية الصعبة. هذه الابتكارات تعالج القيود السابقة في تصاميم الروبوتات، مثل السرعات البطيئة أو تخطيط الحركة غير الواقعي، لتكون النتيجة روبوتًا أكثر فعالية وتكيفية.
في السياق الأوسع، يفتح هذا التصميم أبوابًا واسعة لتطبيقات مستقبلية، مثل البحوث البيئية حيث يمكنه استكشاف المناطق البرمائية، أو في المجالات العسكرية للمهام الاستطلاعية، أو حتى في عمليات الإنقاذ في المناطق المتضررة. يؤكد يونكوان لي، الباحث الرئيسي، أن هذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة في تصميم الروبوتات المستوحاة من الطبيعة، حيث يعتمد على تخطيط مسارات مستوحاة من علم الأحياء. هيكل الأرجل ثنائي المفصل، بالإضافة إلى الخيارات المتعددة للمشيات التجديفية، يضمن أداءً شاملاً يجمع بين السرعة والقوة، مما يجعل هذا الكلب الآلي خيارًا مثاليًا للبيئات المتغيرة. مع هذه الخصائص، يصبح الروبوت ليس مجرد أداة تقنية، بل نموذجًا لكيفية دمج الابتكار الطبيعي مع التكنولوجيا الحديثة، مما يعزز من إمكانيات الحركة في العالم الحقيقي. بشكل عام، يمثل هذا الاكتشاف تطورًا يعيد تشكيل فهمنا للروبوتات البرمائية، مع التركيز على الكفاءة والتكيف في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
تعليقات