قام رؤساء الهيئات العامة للطيران المدني في اليمن والمملكة العربية السعودية، خلال اجتماعات المنظمة العربية للطيران المدني في الرباط، بمناقشة سبل تعزيز الشراكة في هذا المجال الحيوي، مع التركيز على تحقيق التنمية المشتركة رغم التحديات الإقليمية.
تعزيز التعاون في الطيران المدني
في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط بين البلدين الشقيقين، اجتمع الكابتن صالح بن نهيد، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن، مع عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، رئيس الهيئة المماثلة في المملكة العربية السعودية، على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي والجمعية العمومية الاستثنائية للمنظمة العربية للطيران المدني. انعقدت هذه الاجتماعات خلال الفترة من 7 إلى 9 مايو الجاري في العاصمة المغربية الرباط، وشكلت فرصة لتبادل الآراء حول الأحداث البارزة في المنطقة وتأثيرها على قطاع الطيران المدني. الجانبان ركزا على الأبرز من هذه المستجدات، بما في ذلك التطورات السريعة في الساحة الإقليمية والعالمية، والتي تؤثر مباشرة على سلامة الحركة الجوية وسير العمليات في البلدين. كما تم التأكيد على أهمية تبادل الخبرات في مختلف المجالات الفرعية للطيران، مثل إدارة المطارات، تدريب الطواقم، والتكنولوجيا المتقدمة، لتعزيز الكفاءة العامة. بالإضافة إلى ذلك، ناقشا آليات التنسيق في المنصات الإقليمية والدولية، مثل منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO)، لضمان تبني أفضل الممارسات ومواكبة التحديثات الدولية. هذا التعاون يأتي في ظل التحديات الإقليمية الحالية، التي تتطلب جهودًا مشتركة للحفاظ على استمرارية الرحلات الجوية وضمان أعلى مستويات السلامة.
تطوير الشراكة في قطاع الطيران
أكد بن نهيد والدعيلج على ضرورة استمرار التواصل والتنسيق المباشر بين الهيئتين، لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز التكامل في الجهود العربية. هذا النهج يعكس التزام البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجال الطيران المدني، الذي يُعد ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والسياحية. من بين النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها، كان التركيز على كيفية دعم الأمن الجوي من خلال تبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمخاطر المحتملة، مثل الظروف الجوية المتقلبة أو التهديدات الأمنية. كما أبرز الجانبان دور التعاون في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تبني تقنيات خضراء تقلل من البصمة الكربونية للطائرات وتعزز الكفاءة التشغيلية. على سبيل المثال، يمكن للخبرات السعودية في إدارة المطارات الكبرى أن تساهم في تحسين البنية التحتية في اليمن، بينما يقدم الجانب اليمني دروسًا قيمة في التعامل مع التحديات اللوجستية في بيئات صعبة. هذا التبادل ليس محصورًا بالجانب الفني فقط، بل يمتد إلى الجوانب التشريعية، حيث يمكن تنسيق السياسات لتسهيل حركة الركاب والسلع عبر الحدود. في الختام، أكدا الرجلان على أن مثل هذه اللقاءات تعزز من تماسك الدول العربية في مواجهة التحديات العالمية، وتساهم في بناء مستقبل أفضل لقطاع الطيران المدني، الذي يمثل جسراً للتواصل بين الشعوب. بفضل هذا التعاون، يمكن للبلدين تحقيق تقدم ملموس في مجالات الأمن، السلامة، والابتكار، مما يدعم التنمية الشاملة ويضمن استمرارية الروابط الاقتصادية في المنطقة.
تعليقات