نيسان تتخلى عن مشروع مصنع بطاريات سيارات كهربائية بقيمة 1.1 مليار دولار

تم الإعلان عن خطوة مفاجئة من قبل شركة نيسان موتور، حيث قررت الشركة اليابانية الشهيرة إلغاء مشروعها لإنشاء مصنع كبير مخصص لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. هذا القرار يأتي في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الشركة، ويشكل تحولاً كبيراً في استراتيجيتها تجاه تطوير التكنولوجيا الخضراء. كانت الشركة قد خططت لهذا المشروع كجزء من جهودها لتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية، لكنه أصبح الآن ضحية لإعادة النظر في الاستثمارات.

نيسان تلغي خطة إنشاء مصنع بطاريات السيارات الكهربائية

في خطوة تظهر رغبة نيسان في تصحيح مسارها المالي، أعلنت الشركة، التي تحتل المرتبة الثالثة بين مصنعي السيارات في اليابان، عن إلغاء خطتها لبناء مصنع لإنتاج بطاريات من نوع فوسفات الحديد الليثيوم (LFP) في مدينة كيتاكيوشو بجزيرة كيوشو. كان هذا المشروع، الذي كشفت عنه الشركة في يناير الماضي، يتضمن استثماراً بقيمة 153.3 مليار ين، أو ما يعادل حوالي 1.05 مليار دولار. كانت التوقعات تشمل إنشاء هذا المصنع ليوفر أكثر من 500 فرصة عمل، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 5 جيجاوات/ساعة سنوياً، وبدء الإنتاج في يوليو 2028 على أقرب تقدير. ومع ذلك، أكدت نيسان في بيان رسمي أنها قامت بمراجعة شاملة لكفاءة الاستثمارات، مما دفعها إلى اتخاذ هذا القرار كجزء من إجراءات إعادة الهيكلة لتحسين أدائها العام. هذا التحول يعكس تركيز الشركة على تقليص طموحاتها في السوق المحلية، خاصة مع الدعم الحكومي الذي كان قد خصص مبلغاً يصل إلى 55.7 مليار ين لدعم مثل هذه المشاريع ضمن جهود تعزيز الصناعات النظيفة.

إنهاء مشروع السيارات الكهربائية لتعزيز الاستدامة المالية

يأتي قرار إلغاء المشروع في سياق تغييرات جذرية في هيكل إداري نيسان، حيث تولى الرئيس التنفيذي الجديد، إيفان إسبينوزا، المنصب مؤخراً خلفاً لماكوتو أوشيدا، محاولاً إعادة ترتيب أولويات الشركة. تشمل هذه التغييرات خططاً لتقليص الطاقة الإنتاجية، وتسريح بعض الموظفين، وإغلاق بعض المنشآت الأقل كفاءة. هذه الإجراءات تأتي كرد فعل للأزمة المالية الحادة التي تعاني منها الشركة، حيث كانت نيسان قد توقعت في أبريل الماضي تحقيق خسائر صافية تتراوح بين 700 و750 مليار ين، أو ما يعادل 4.8 إلى 5.14 مليار دولار، للعام المالي المنتهي في مارس. تُعزى هذه الخسائر إلى مخصصات انخفاض القيمة وانخفاض المبيعات، مما يضع الشركة أمام ضرورة إعادة توجيه مواردها نحو مشاريع أكثر ربحية. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تكشف نيسان عن رؤيتها للسنة المالية الجديدة خلال إعلان نتائجها المالية المرتقب في الثلاثاء المقبل، حيث ستتناول التفاصيل الدقيقة لخطة التعافي. هذا القرار ليس مجرد خطوة تصحيحية، بل يمثل تحولاً استراتيجياً يهدف إلى تعزيز منافسة الشركة في سوق السيارات الكهربائية العالمية، مع التركيز على تطوير تقنيات أكثر كفاءة اقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا الإلغاء التأثير المتزايد للظروف الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع تكاليف المواد الخام وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في بعض الأسواق، مما يدفع شركات مثل نيسان إلى إعادة تقييم استراتيجياتها لضمان الاستدامة على المدى الطويل. في نهاية المطاف، يبقى من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه الخطوات على مستقبل صناعة السيارات اليابانية ككل، حيث تتجه نحو مزيد من الابتكار في مجال الطاقة النظيفة.