خطة ترامب لغزة تهدد بإسقاط أغلبية نتنياهو الحكومية

أكدت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني، أن الخطة الأمريكية المقترحة لإدارة قطاع غزة تعيد طرح أفكار قديمة من عصر الرئيس دونالد ترامب، والتي تتضمن إنشاء وصاية أمنية دولية بمشاركة بعض الدول العربية. هذه الفكرة كانت قد رفضت سابقًا من قبل الفلسطينيين والعرب، حيث لم تحصل على قبول دولي واسع، مما دفع نحو تبني المبادرة المصرية التي دعمها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. النتشة وصفت محاولات إعادة تسويق هذه الخطة بأنها مجرد إعادة تدوير لأفكار مرفوضة، مع تركيز ترامب على زيارة الخليج لتسويقها، رغم تجاهلها لإرادة الشعوب والقضايا الإنسانية الكبرى.

خطة ترامب لغزة تهدد استقرار حكومة نتنياهو

في أعقاب التصريحات الإسرائيلية، كشفت تقارير إعلامية عن مخاوف في الحكومة الإسرائيلية من أن خطة ترامب قد تفرض أمرًا واقعًا في غزة، يتضمن تنازلات محتملة لجماعة حماس، مما قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف الحكومي لنتنياهو. الخطة، التي تشمل مشاركة جزئية مع إسرائيل، تعكس توجهًا أمريكيًا يهدف إلى تهميش نتنياهو وضمان عودته إلى المسار الذي يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة. وفقًا لمصادر، فإن ترامب غاضب من محاولات نتنياهو التدخل في السياسات الأمريكية، مثل محاولة إقناع مستشار سابق بضربة عسكرية ضد إيران، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى قطع الاتصال معه. هذا التوتر يظهر تباينات متزايدة رغم الدعم التقليدي لإسرائيل، حيث يشعر ترامب بخيبة أمل من نتنياهو ويتقدم بتحركاته في الشرق الأوسط دون استشارته.

مبادرة ترامب وتأثيراتها على المنطقة

من جانب آخر، شددت النتشة على ضرورة أن يكون اليوم التالي للحرب في غزة خالصًا فلسطينيًا، مع رفض أي تدخل خارجي أو هيمنة، كما أكدت القمة العربية الأخيرة. هذه المبادرة، التي تشبه نموذج الاحتلال الأمريكي للعراق، قد تؤدي إلى تدمير أكبر للمنطقة بدلاً من إصلاحها، خاصة مع سعي ترامب لربط القضايا السياسية بصفقات اقتصادية. في السياق نفسه، أعلن ترامب وقف الغارات على الحوثيين في اليمن، مما أثار استياء إسرائيل الذي لم يتلق إخطارًا مسبقًا، مؤشرًا على تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. هذا النهج يعيد إلى الأذهان الجهود السابقة لمفاوضات نووية مع إيران، التي أثارت قلق تل أبيب، حيث تشير إلى أن خطط ترامب قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. ومع ذلك، يظل الإجماع الفلسطيني والعربي قاطعًا في رفض أي وصاية، مضيًا نحو حلول مستقلة تعزز الاستقرار. هذه التطورات تبرز التحديات الدبلوماسية الحالية، حيث يواجه ترامب معارضة واسعة، مما قد يعمق التوترات بين الأطراف المعنية.