في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، شهد الدوري المصري تحولاً درامياً في مرحلة تفادي الهبوط، حيث أبرزت صحوة فريقي إنبي ومودرن سبورت قوة عودتهما، مما هز استقرار الأندية الجماهيرية ودفعها نحو مراكز الخطر. كان الجميع يعتقد أن هذين الفريقين على وشك السقوط إلى الدوريات السفلية، لكنهما قلبا المعادلة بأداء متميز، مما يعكس كيف يمكن للتغييرات الفنية أن تؤثر على توازن البطولة ككل.
صراع الهبوط: صحوة إنبي ومودرن سبورت تهز استقرار الأندية الجماهيرية
شهد الفريق البترولي لإنبي تحولاً ملموساً تحت قيادة المدير الفني الجديد حمزة الجمل، الذي أعاد الفريق إلى مسار الاستقرار بعد سلسلة من النتائج السيئة. في آخر أربع مباريات، حقق إنبي 9 نقاط من 12 ممكنة، حيث سجل فوزاً على حرس الحدود، غزل المحلة، والإسماعيلي، مع هزيمة وحيدة أمام الجونة بسبب ركلة جزاء. هذا النهوض ساهم في رفع الفريق من المركز الثامن، الذي يعني الهبوط، إلى المركز السادس، وهو أحد المراكز الآمنة. الآن، يفصل إنبي نقطتان فقط عن الاتحاد، الطلائع، وسموحة، مما يجعله قاب قوسين من الهرب من الخطر. يُعزى هذا الارتفاع في الأداء إلى استراتيجيات حمزة الجمل، الذي أشعل حماس اللاعبين وأعاد تنظيم الخطوط الدفاعية والمهاجمة، مما أكد على أهمية القيادة الفنية في أوقات الأزمات.
معركة الإنقاذ لمودرن سبورت
من جانب آخر، لم يكن فريق مودرن سبورت أقل تأثيراً في هذه المرحلة الحرجة، حيث قاد المدير الفني الجزائري عبد الحق بن شيخة الفريق نحو طريق الإنقاذ بعد فترة من النتائج المتعثرة. كان الفريق في المركز الأخير قبل بداية مرحلة تفادي الهبوط، لكنه حقق ثلاثة انتصارات من أربع مباريات، محققاً 9 نقاط إضافية. انتصاراته جاءت على سموحة، غزل المحلة، والجونة، مع هزيمة أمام إنبي. هذا الرصيد رفع رصيد مودرن سبورت إلى 18 نقطة، مما جعله يقترب من الفرق التي تسبقه، محاولاً الخروج من دائرة الهبوط. بن شيخة، بتجربته الغنية، ركز على تعزيز الروح الجماعية وتحسين التنسيق بين اللاعبين، مما أظهر كيف يمكن للإدارة الذكية أن تحول الفرق الهامشية إلى منافسين قويين.
في ظل هذه الصحوات، وجدت الأندية الجماهيرية نفسها في موقع دفاعي، حيث تراجعت نتائجها بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، عانى الإسماعيلي من سلسلة من النتائج المختلطة في خمس مواجهات، إذ حقق فوزاً واحداً، تعادلاً في اثنتين، وهزيمتين، مما دفع به إلى المركز الثامن، وهو أول مراكز الهبوط للموسم المقبل. هذا التراجع يعكس تأثير الضغط النفسي والتنافسي، حيث كان الفريق يعتمد على جماهيره الكبيرة لكن لم يتمكن من استغلال ذلك. أما غزل المحلة، فقد خسر 9 نقاط في مواجهاته مع زد، إنبي، ومودرن سبورت، وكان فوزه الوحيد على سموحة ليس كافياً للحفاظ على موقعه، فسقط إلى المركز السابع، الذي يُعتبر على حافة النجاة بنقطة واحدة فقط عن الإسماعيلي.
هذه التطورات تخلق منافسة شرسة في الدوري، حيث أصبحت الفجوات بين الفرق أضيق من أي وقت مضى. صحوة إنبي ومودرن سبورت ليست مجرد قصة عودة، بل هي دليل على أن الفرق الصغيرة يمكنها قلب الموازين، مما يزيد من التشويق في المباريات المتبقية. في هذا السياق، يجب على الأندية الجماهيرية، مثل الإسماعيلي وغزل المحلة، إعادة ترتيب أوراقها لتجنب الكارثة، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم. هذا الصراع يبرز أهمية الاستمرارية والتكيف السريع، حيث أصبح كل نقطة حاسمة في تحديد مصير الفرق، مما يجعل الدوري أكثر إثارة وتنافسية.
تعليقات