قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مسؤولين مقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أبلغوا الوزير الإسرائيلي رون ديرمر بأن ترامب قد قرر بالفعل وقف الاتصالات المباشرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا القرار جاء كرد فعل على اتهامات بأن نتنياهو يلعب لعبة التلاعب بالسياسة الأمريكية، مما يجعل ترامب يشعر بالإهانة الشخصية، حيث أن أكبر ما يرفضه الرئيس الأمريكي هو أن يبدو أمام الجميع كشخص يتم استغلاله. وفقًا للإذاعة، فإن هذه المعلومات تم نقلها خلال مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، الذين أكدوا أن محاولات ديرمر في التواصل مع كبار المسؤولين الجمهوريين بأسلوبه القوي لم تحقق أي تقدم يذكر.
ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو
في السياق نفسه، أشارت تقارير إلى أن ترامب يعاني من خيبة أمل متزايدة تجاه نتنياهو، خاصة مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط. منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية الجديدة في يناير 2025، كان قد قدم دعمًا لا محدودًا لحكومة نتنياهو، بما في ذلك الغطاء السياسي للحرب التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة منذ أكتوبر 2023. ومع ذلك، بدأت علامات الفتور تظهر، حيث نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر غير معلنة أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في العلاقات الشخصية بين الرجلين، مع تبادل للخيبة. المصادر أكدت أن ترامب لم يعد على استعداد للانتظار لفترة أطول، وقد قرر المضي قدمًا في خطوات استراتيجية في المنطقة دون الرجوع إلى نتنياهو. على الرغم من عدم تحديد طبيعة هذه الخطوات، إلا أن هناك شكاوى في تل أبيب من أن الرئيس الأمريكي يتخذ قرارات مستقلة، كما حدث في اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في اليمن، الذي لم تشمل فيه إسرائيل أو تعلم به مسبقًا.
هذا التحول في العلاقات يعكس تحولًا أوسع في الديناميكيات الدولية، حيث كان ترامب في السابق يمثل دعمًا قويًا لسياسات نتنياهو، لكنه الآن يبدو أنه يسعى لفرض هيمنة أمريكية أكبر في المنطقة دون الالتزام بمصالح إسرائيل فقط. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مستقبل التحالفات في الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية على الحرب في غزة، التي وصفها بعض المتابعين بأنها حرب إبادة جماعية. الآن، مع قرار ترامب هذا، قد يؤدي ذلك إلى تغييرات جذرية في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع النزاعات الإقليمية، حيث يصبح من الواضح أن الرئيس الأمريكي لن يسمح بأي تدخل أو تلاعب يمس بصورته الشخصية أو مصالح بلاده.
انقطاع التواصل بين ترامب ونتنياهو
مع انقطاع التواصل هذا، يبدو أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية وخارجية، فمن جهة، يعاني من انتقادات داخل إسرائيل بسبب فشل السياسات والحروب الطويلة، ومن جهة أخرى، يفقد الدعم من أقوى حليفه السابق. ترامب، الذي كان يُعتبر حليفًا مخلصًا لإسرائيل، يتجه الآن نحو نهج أكثر فردية، مما يعني أنه قد يتفاوض أو يتخذ قرارات تتجاوز حدود التنسيق مع تل أبيب. هذا الوضع يذكر بأزمات سابقة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، حيث أدت الفروقات الشخصية إلى تغييرات في السياسة الخارجية. على سبيل المثال، في حالات سابقة، كان الرؤساء الأمريكيون يضغطون على إسرائيل لاتخاذ خطوات نحو السلام، لكن مع ترامب، الذي يُعرف بأسلوبه القوي، قد تكون النتيجة هي إقصاء نتنياهو تمامًا من بعض الملفات الإقليمية.
في الختام، يُعتبر هذا القرار خطوة كبيرة في تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يعكس ترامب رغبته في الحفاظ على سلطته ومصداقيته، بينما يترك نتنياهو يواجه عواقب قراراته. هذا التغيير قد يفتح الباب لتدخلات دولية أخرى في الصراعات الجارية، مثل الأزمة في غزة أو التوترات مع إيران، حيث يسعى ترامب لتحقيق مكاسب أمريكية بعيدًا عن التزاماته السابقة. مع ذلك، من غير الواضح إذا كان هذا الانقطاع سيزيد من التوترات أم سيؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، لكن ما هو مؤكد هو أن العلاقات الشخصية بين الزعماء تلعب دورًا حاسمًا في السياسة العالمية.
تعليقات