شرطة دبي تضبط 3 عصابات تحتال على عملاء البنوك هاتفياً

دبي، الإمارات العربية المتحدة: في خطوة وصفتها السلطات المختصة بأنها فاصلة في مكافحة الجرائم الإلكترونية، أعلنت شرطة دبي اليوم عن القبض على ثلاث عصابات متخصصة في الاحتيال على عملاء البنوك عبر الهاتف. هذه العملية، التي جاءت نتيجة جهود مكبرة من فرق التحقيق الإلكتروني، كشفت عن شبكة واسعة من الاحتيالات التي استهدفت عشرات الضحايا، مما أسفر عن خسائر مالية تصل إلى ملايين الدراهم.

تفاصيل العملية

وفقاً لتقرير صادر عن شرطة دبي، كانت هذه العصابات تعمل بطرق احتيالية متطورة، حيث يتصل أفرادها بعملاء البنوك باسم موظفين كذائيين من البنك نفسه. يطلبون من الضحايا معلومات شخصية حساسة مثل كلمات المرور، أرقام بطاقات الائتمان، أو تفاصيل الحسابات المصرفية، مستغلين الثقة الزائدة أو الخوف من مشكلات افتراضية. في بعض الحالات، كانوا يرسلون رسائل نصية تحتوي على روابط خداعة (فيروسية) تؤدي إلى سرقة بيانات الضحايا عبر الإنترنت.

تم الكشف عن هذه العصابات بعد تقديم شكاوى عدة من ضحايا تعرضوا لخسائر مالية، حيث بلغ عدد المتضررين المؤكدين حتى الآن أكثر من 50 شخصاً. قال مصدر أمني إن العصابات كانت تشمل أفراداً من جنسيات متعددة، وكانوا يعملون من داخل الإمارات وخارجها، مستغلين تقنيات التواصل الحديثة لتجنب الكشف. أسفرت العملية عن توقيف 15 شخصاً، بينهم زعماء العصابات، وتم حجز أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة استخدمت في الجرائم.

تحذيرات وتعليقات من السلطات

أكد اللواء عبد الله الفلاحي، مدير إدارة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي، أن هذه الاعتقالات تأتي ضمن حملة مكثفة لمكافحة الاحتيالات الرقمية. وقال في بيان رسمي: "نؤكد على أهمية الحذر الشديد من أي مكالمات هاتفية غير متوقعة تطلب معلومات شخصية. البنوك الحقيقية لن تطلب أبداً كلمات مرور أو تفاصيل حسابات عبر الهاتف، ويجب على الجميع التواصل مباشرة مع البنك للتأكيد". وأضاف أن شرطة دبي ملتزمة بتعزيز التعاون مع البنوك والجهات التنظيمية للحد من مثل هذه الجرائم.

نصائح لتجنب الاحتيال

في ظل تزايد حالات الاحتيال الهاتفي عالمياً، ينصح الخبراء باتباع بعض الإجراءات الوقائية، ومنها:

• تجاهل المكالمات المشبوهة: إذا تلقيت مكالمة من شخص يدعي أنه من البنك، أنهِ المكالمة واتصل بالبنك مباشرة عبر رقم معروف.
• التحقق من الهوية: كن حذراً من الأرقام المجهولة، واستخدم تطبيقات حماية الهاتف للكشف عن المكالمات الاحتيالية.
• عدم مشاركة البيانات: لا تشارك أبداً معلوماتك الشخصية عبر الهاتف أو الرسائل، مهما كانت الضغوط.
• التعرف على العلامات: إذا كانت المكالمة تحتوي على طلبات عاجلة أو تهديدات، فمن المحتمل أن تكون احتيالاً.

خاتمة

تعد هذه العملية دليلاً على كفاءة شرطة دبي في مكافحة الجرائم الرقمية، حيث ساهمت في حماية الجمهور من الاحتيالات المتزايدة في عصر التكنولوجيا. ومع ذلك، يظل الوعي الفردي هو الدرع الأول ضد مثل هذه الخدع. ستستمر السلطات في مراقبة الجرائم الإلكترونية لضمان أمان المجتمع، مع دعوة الجميع للإبلاغ عن أي شكوك للجهات المختصة. في نهاية المطاف، يكمن النجاح في التعاون بين السلطات والمواطنين لصنع مجتمع آمن وخالٍ من الاحتيالات.